بينما كان مجموعة من الفلاحين يحرثون الحقل سمعوا اصوات موسيقى من بعيد تطلعوا نحو الصوت فوجدوا الملك وقد ارتدى الثياب الملوكية يحف به اعداد كبيرة من رجال الدولة والحراس وفرقة موسيقى تنشد له اناشيد المديح والعظمة.
ترك الفلاحون المحراث وجروا نحو الملك وحاشيته ، وكانوا فرحين للغاية ، فقد جاء الملك الى قريتهم وها هو بالقرب من حقلهم لم يعرف الفلاحون كيف يعبرون عن فرحتهم وتكريمهم للملك.
اذ اقتربوا الى الملك انطلق احدهم الى مجرى ماء وملاء كفيه ماء ثم تقدم الى الملك وهو متهلل يقول له:" اقبل يا سيدي جلالة الملك هذا الماء هدية مني "
دهش الملك وكل حاشيته لهذا التصرف العجيب تطلع اليه الملك وفي دهشة سأله:" ما هذا يا ابني ؟"
في هدوء شديد قال الفلاح : سيدي جلالة الملك لقد ملاء الفرح قلبي ، انني للمرة الاولى اراك ، خاصة وأنت فى قريتي ، واقتربت جداً الى حقلي، اني اشعر بعجز شديد للتعبير عن حبي.
سيدي ماذا اقدم لك وانت الغني والسخي وأنا فلاح لا يملك الا القليل ؟ ، لقد اردت ان اعبر عن محبتي وتقديري لجلالتك ، فأخذت من هذا المجرى كف ماء اقدمه ، ليس لأحتياجك اليه ، لكن هذا هو كل ما يمكنني ان افعله ، اقبله رمزا لقلب متسع يحمل حباً فائقاً لك.
فرح الملك بالفلاح واحتضنه ، ثم تطلع الى رئيس الخزانة وقال له: "اعطه مبلغاً كبير من المال ، ما قدمه الفلاح يفوق ما قدمه الكثيرون ."
تعليقات
إرسال تعليق