طلب مني أحد خدام التربية الكنسية أن أفتقد جدته (والدة أبيه) إذ أُصيبت بتصلب شرايين. في زيارتي لها حاول الحفيد أن يعَّرفها عليّ لكنها كانت قد فقدت ذاكرتها تماماً.
حاولت أن أتحدث معها عن محبة اللَّه لنا، والتصاقنا به، والحديث معه، والتمتع بجسد الرب ودمه لكن باءت كل محاولاتي بالفشل، فقد كان كل حديثها عن ابنها المحبوب لديها الذي سافر منذ سنوات طويلة إلى ألمانيا الغربية، وعن توزيع ميراثها بعد وفاتها، وما يخص هذا الابن
في نفس الأسبوع قمت بزيارة جدة نفس الخادم (والدة والدته) وكانت إنسانة تقية، تحب المزامير، وقد أُصيبت بنفس المرض. حاولت أن أتحدث معها لم أستطع لكنها كانت تردد المزامير بغير انقطاع. إذ تستيقظ في فجر كل يوم تبدأ مزاميرها،وتظل ترددها بلا انقطاع، إلا أثناء الأكل للضرورة...
هكذا خزنت الأولى في أعماقها هموماً وخزنت الأخرى مزامير، وجاء الوقت الذي فيه أخرجت كل منهما مما خزنته عبر السنوات
هذا ما يحدث معي ومعك أيها الفتى، مما تخزنه طوال النهار تغرف منه في أحلام يقظتك قبيل النوم، وأحلامك حيث يقف الرقيب الداخلي للاشعور في ضعف، فتنطلق أحلامك غالبًا لتعبر عما في اللاشعور
وما تخزنه طوال الأسبوع من أفكار يسود عليك أثناء عبادتك في القداس الإلهي. وما تخزنه في صبوتك وشبابك ينضح عليك في شيخوختك أو أثناء مرضك
+++
هب لي يا رب أن تكون كنزي،
أقتنيك وانشغل بك، أناجيك وأنعم بك.
أنت هو رصيدي الدائم.
تتجلى في أفكاري كما في أحلامي،
تملأ كل كياني في هذا العالم،
فأتمتع بشركة أمجادك في العالم الآتي
روحك القدوس فليعمل في أعماقي،
ويعد لك فيّ موضعاً جديداً أيها القدوس،
فتسكن فيّ ومعك أبوك.
تعليقات
إرسال تعليق