لنيافة الأنبا متاؤس
لكى تصلى صلوات الأجبية بطريقة نموذجية صحيحة، وتستطيع أن تستفيد وتتعزى بها، ولا تحس بثقل أو روتينية فى تأديتها، توجد شروط وقواعد لذلك يمكن ذكر بعضها كالآتى:
1- لتكن لك أجبية خاصة بك فى مخدعك، لا يستعملها أحد غيرك، وأكتب على هوامشها بعض التفاسير والتأملات والملاحظات على المزامير والأناجيل، وذلك من ثمرة قراءتك وسمعك للعظات والتعاليم، مما يساعدك على الفهم والتأمل أثناء الصلاة.
2- لتكن تلاوة الصلوات من الأجبية، حتى لو كنت قد حفظتها عن ظهر قلب، لأن ذلك يجعلك تستخدم عدة حواس فى الصلاة، مما يجمع العقل ويمنع تشتيت الفكر، فالعينان تنظران فى المكتوب، واللسان ينطق، والإذنان تسمعان، والعقل يفكر فى المعانى ويتأمل فيها، وهكذا تطبق اختبار معلمنا بولس الرسول فى الصلاة حينما يقول: "أصلى بالروح وأصلى بالذهن أيضاً. أرتل بالروح وأرتل بالذهن أيضاً" (1كو 15:14).
3- أتل صلواتك بصوت مسموع، حتى تمنع عن نفسك السرحان وتشتيت الفكر، فالرب يسوع حينما قال: "متى صليت فأدخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصل إلى أبيك الذى فى الخفاء. فأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية" (مت 6:6) لم يكن يقصد أن نؤدى صلواتنا فى خفية تامة، عن أسماع الناس وأنظارهم، ونحاول ألاّ يسمع أو يرانا أحد حتى من أهلنا الذين يسكنون معنا فى المنزل، كمن يفعل جريمة أو شيئاً غير لائق، ولكنه كان يقصد عدم التظاهر بالصلاة وتأديتها بطريقة فيها رياء وإفتخار.
+ يقول معلمنا بولس الرسول: "القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص" (رو 10:10) والإعتراف بالفم للرب بخلاصه وبركاته معناه النطق أمامه بكلمات الشكر والتسبيح والتمجيد على بركاته ونعمه الكثيرة، فيتقبل الرب منا هذا الشكر والتسبيح، مثل ذبائح ومسمنات، ينصح هوشع النبى شعبه قائلاً: "قولوا له (للرب) ارفع كل إثم واقبل حسناً فنقدم عجول شفاهنا" (هو 2:14) ويقول الرسول: "فلنقدم به فى كل حين لله ذبيحة التسبيح أى ثمر شفاه معترفة باسمه" (عب 15:13).
4- تلاوة المزامير بالصوت المسموع، وبنوع من الترنم والتلحين شئ مهم ومطلوب، لأنه يريح النفس ويعزيها، والمزامير أصلها تسابيح، كانت تقدم على آلات العزف المختلفة بطريقة شعرية موزونة وبألحان جميلة.
+ ويقول القديس أثناسيوس الرسولى: "لا يفوتنا أن نوضح السبب الذى يوجب ترتيل المزامير بنغم لا بتلاوة مجردة، لأنه من اللائق تسبيح الله بالأسفار الشعرية، كما أن الترنم بالمزامير يضفى أثراً طيباً على المرنم نفسه".
وكان الآباء وما زالوا، يهتمون بتنغيم المزامير أثناء صلواتهم، لأنها تعطى النفس إنسجاماً، وتحفظ الفكر من التشتت والسرحان.
إن الصلوات والتسابيح بالألحان، هو واقع سمائى تعيش فيه الكنيسة المجاهدة، مشاركة حاملى قيثارات الذهب فى الكنيسة المنتصرة، أمام الجالس على العرش.
وفى الكتاتيب القبطية القديمة كانت المزامير تسلم بطريقة صوتية، كلحن أو ترتيل وليس دمجاً أو سراً.
ونحن نقول فى مقدمة المزامير: "من مزامير تراتيل معلمنا داود النبى" فالمزامير هى تراتيل، تقال بالصوت المسموع، حتى يجتمع الفكر وتنشط الحواس.
وكانت طريقة صلوات المزامير فى مجامع الرهبان قديماً، تتم بأن يصلى كل راهب مزموراً بطريقة مرتلة ومنغمة والكل يصغون إليه فى خشوع، وعندما ينتهى من ترتيل المزمور يبدأ آخر فى ترتيل المزمور التالى وهكذا...
5- من المهم جداً أن نتذكر عند بدء كل صلاة غرض الكنيسة من ترتيبها، فمثلاً صلاة الساعة السادسة رتبتها الكنيسة لتذكار صلب السيد المسيح، والساعة التاسعة لتذكار موته المحيى، وهكذا، وحاول أن تعيش جو المناسبة وأنت تصلى وتتأمل فى مزامير وأناجيل وقطع الساعة، وهى تتحدث كثيراً عن المناسبة التى وضعت لتذكارها.
6- إقرأ بعض التفاسير والتأملات الخاصة بالمزامير ، حتى تفهم الآيات الغامضة والمواقف الخاصة، التى قيل فيها كل مزمور أو إنجيل، فإن هذا يساعدك على الصلاة بالمزامير، ويحبب تلاوتها إلى نفسك، ويمكنك من الصلاة بالروح والذهن حسب نصيحة معلمنا بولس الرسول: "أصلى بالروح وأصلى بالذهن أيضاً، أرتل بالروح وأرتل بالذهن أيضاً" (1كو 15:14).
7- لا تسرع كثيراً فى تلاوة المزامير، فالسرعة تجعلك تتلعثم فى نطق بعض الكلمات والآيات، فتفقد الصلاة لذتها وروحانيتها، وتصبح الصلاة فى مقام القانون الجاف، أو مثل التعويذة التى ينطق بها الحاوى، دون أن يفهم معانيها أو يتأمل كلماتها، وحاشا للصلاة أن تكون شيئاً من ذلك، ويقول أحد القديسين: "إن كنت أنت لا تفهم الكلام الذى تصلى به فكيف تطالب الله أن يسمعه ويستجيبه".
8- ارفع يديك قدر إستطاعتك أثناء الصلاة كذلك عينيك، خصوصاً عند الآيات التى تذكر رفع اليدين أو العينين مثل:
+ "باسمك أرفع يدى، فتشبع نفسى كما من شحم ودسم" (مز 4:62) صلاة باكر.
+ "فى الليالى ارفعوا أيديكم إلى القدس وباركوا الرب" (مز 2:133) صلاة النوم.
+ "رفعت عينى إلى الجبال، من حيث يأتى عونى" (مز 1:120) صلاة الغروب.
+ "إليك رفعت عينى يا ساكن السماء. فما هما مثل عيون العبيد إلى أيدى مواليهم" (مز 1:122) صلاة الغروب.
+ "رفعت يدى إلى وصاياك التى وددتها جداً وتأملت بفرائضك" (مز 48:118) صلاة نصف الليل.
ومع رفع عينيك ويديك إلى الله، ترفع قلبك وفكرك ووجدانك ومشاعرك وكل كيانك، فتعيش لحظات السماء على الأرض، وتغلب فى جهادك عماليق الشيطان المارد، وكل جنوده، كما فعل موسى النبى، عندما صعد إلى الجبل، ورفع كلتا يديه للصلاة، ومعهما قلبه إلى الله طالباً النصرة على عماليق "وكان إذا رفع موسى يده أن إسرائيل يغلب، وإذا خفض يده أن عماليق يغلب، فلما صارت يدا موسى ثقيلتين أخذا (هارون وحور) حجراً ووضعاه تحته فجلس عليه، ودعم هارون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك. فكانت يداه ثابتتين (فى حالة ارتفاع) إلى غروب الشمس. فهزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف" (خر 11:17-13).
وعلى مثال يدى موسى ظلت يدا السيد المسيح، معلقتين مرفوعتين وممدودتين على عود الصليب إلى غروب الشمس، حينما أنزله يوسف الرامى من على الصليب، فانتصر الرب على الشيطان والخطية والعالم، وهكذا انتصر وغلب لنا، وهو أيضاً يستطيع أن يغلب فينا وبنا، حينما نتخذه ناصراً ومعيناً لنا، ونرفع إليه أكف الضراعة، ومعها عيوننا وقلوبنا ملتمسين رحمته ومعونته.
9- كرر بعض العبارات التى تستريح لها نفسك وتناسب حالتك أثناء الصلاة، فبينما أنت تصلى المزمور أو الإنجيل أو القطعة أو التحليل، ووصلت إلى عبارة قوية ومناسبة لحالتك، وقتئذ كررها عدة مرات، وتفاعل معها ثم أكمل المزمور الذى تصليه، فهذا كفيل برفع العقل وتوليد الحرارة الروحية فى القلب والوجدان.
10- ردد الإسم الحلو الذى لربنا يسوع المسيح أثناء صلاة المزامير، فكلما قابلتك فى المزمور كلمة "الرب أو يارب" انطق بعدها اسم "يسوع المسيح" مثل:
+ "يارب (يسوع المسيح) لماذا كثر الذين يحزنوننى" (مز 3).
+ "أنصت يارب (يسوع المسيح) لكلماتى، واسمع صراخى" (مز 5).
+ "يارب (يسوع المسيح) لا تبكتنى بغضبك، ولا تؤدبنى بسخطك" (مز 6).
+ "أيها الرب ربنا (يسوع المسيح)، ما أعجب اسمك فى الأرض كلها" (مز 8).
+ "خلصنى يارب (يسوع المسيح) فإن البار قد فنى" (مز 11).
+ "احفظنى يارب (يسوع المسيح) فإنى عليك توكلت. قلت للرب (يسوع المسيح) أنت ربى، ولا تحتاج إلى صلاحى" (مز 15).
وهكذا تصلى المزامير التى هى تسابيح العهد القديم، تصليها بروح العهد الجديد عهد النعمة، فتجد لها طعماً آخر، وتمتلئ نفسك تعزية وفرحاً.
* فقد قال شيخ : "ليس هناك فضيلة تشبه فضيلة مداومة الصلاة والتضرع باسم ربنا يسوع المسيح فى كل حين".
* وقال آخر : "يجب أن يعلم الإنسان أن مداومة ذكر الاسم القدوس (ربنا يسوع المسيح) هو الذى يحرسه تحت ستر رحمته".
* وقال آخر : "داوم على ذكر الاسم القدوس إسم ربنا يسوع المسيح، فهذه هى الجوهرة الثمينة، التى باع التاجر الحكيم كل أهوية قلبه واشتراها، وأخذها إلى داخل قلبه فوجدها أحلى من العسل والشهد فى فمه، فطوبى لذلك الإنسان الذى يحفظ هذه الجوهرة فى قلبه، فإنها تعطيه مكافأة عظيمة فى مجد ربنا يسوع المسيح".
* وسأل أخ شيخاً : "يا أبى ماذا أعمل بهذه الحروب الكائنة معى؟" أجابه الشيخ: "إن مداومة اسم الرب يسوع تقطع كل آكله (كل شر)".
* "وحدث أن زار الأنبا بيمين الأنبا مكاريوس الكبير، وقال له: يا أبى ماذا يعمل الإنسان لكى يقتنى الحياة؟". أجابه الشيخ : "إن أنت داومت كل حين على طعام الحياة الذى للاسم القدوس اسم ربنا يسوع المسيح بغير فتور، فهو حلو فى فمك وحلقك، وبترديدك اياه تدسم نفسك، وبذلك يمكنك أن تقتنى الحياة".
11- يا ليتك عندما يأتى ذكر التمجيد لله (الذكصا) أو ذكر السجود لله، والتقديس لإسمه المبارك العظيم، فى المزامير أو الأناجيل أو القطع أو التحاليل ترشم ذاتك بعلامة الصليب، وتسجد إلى الأرض ثم تقوم لتكمل مزمورك، أو على الأقل تنحنى مع رشم ذاتك بعلامة الصليب، فكثرة السجود فى الصلاة تعطى النفس انسحاقاً وحرارة.
12- اقرع صدرك بانسحاق عند ذكر الخطية وتقديم التوبة وطلب الرحمة مثل: "ارحمنى يا الله كعظيم رحمتك... ارحمنى يا الله فإنى أخطأت إليك... ارحمنى يا الله ثم ارحمنى... خطيتى أمامى فى كل حين... توبى يا نفسى مادمت فى الأرض ساكنة". لأن قرع الصدر يساعد على انسحاق القلب وجمع العقل.
13- إذا استطعت أن تصلى كل ساعة من سواعى الأجبية منفردة وفى وقتها المعين فحسناً تفعل، لكى تتذكر المناسبة التى تريد الكنيسة أن تجعلك تعيش فيها، كمناسبة الصلب أو القيامة أو المجىء الثانى أو غير ذلك.
وإذا لم تستطع تنفيذ ذلك لمشغولياتك، فيمكنك أن تصلى كل مجموعة من السواعى مع بعضها، فمثلاً فى الصباح الباكر تستطيع أن تصلى صلاة باكر والثالثة والسادسة، وبعد رجوعك من العمل وقبل الأكل تصلى التاسعة، وفى المساء تصلى الغروب والنوم معاً، وقبل أن تنام صلاة نصف الليل. وهكذا تكون قد اكملت صلوات السواعى السبع بالأجبية.
ويمكنك استخدام طريقة أخرى تناسب ظروفك. المهم أن تنتهى من السبع صلوات فى نهاية يومك وقبل نومك.
14- يحسن أن تصلى صلوات كل ساعة كاملة كما هى، ولكن إن أشار عليك أب اعترافك ببعض التعديلات الملائمة لظروفك الروحية والجسدية وظروف العمل والصحة، كأن يشير عليك بتلاوة عدد مزامير أقل من الموجود فى كل ساعة، فليكن لك ذلك على شرط أن تتدرج، حتى تصل إلى العدد الكامل لمزامير كل ساعة حسب ظروفك وحالتك.
15- لا تنسى الصلاة الإرتجالية فى نهاية الصلاة بالمزامير، فصلاة المزامير هى التمهيد وإعداد النفس للدخول فى الصلاة الارتجالية، التى تقدم بها بكلماتك الخاصة أشواقك وشكرك وتسبيحك، وتعرض أمام الله متاعبك وآلامك وآمالك وتبثه شكواك، فتجد منه آذاناً صاغية وقبولاً واستجابة.
تصلى صلواتك الارتجالية بأسلوبك الخاص، ولكن على نمط صلوات الأجبية، بما فيها من عناصر الشكر والتوبة والتسبيح وطلب الرحمة والمعونة، وبالجملة أطلب كل ما هو صالح وموافق لمشيئة الله، ولا يتعارض مع وصيته المقدسة.
ويقول معلمنا يوحنا الرسول: "وهذه هى الثقة التى لنا عنده أنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا" (1يو 14:5). كما يقول أيضاً: "مهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه" (1يو 22:3).
بعد انتهاء الصلاة - ان كان لديك وقت - اجلس فترة قصيرة صامتاً، أولاً لكى تستريح جسدياً من عناء الصلاة والجهد الذى بذلته فيها، وثانياً لكى تتشبع وتتشرب بروح الصلاة، فالصلاة القوية المتبوعة بفترة صمت، تنشئ فى كياننا شبه طبقة جديدة من السلام والروحانية، وإن كنا لا نعى ذلك غالباً.
إذا تعذر عليك تلاوة بعض الصلوات كاملة، خصوصاً صلوات النهار بسبب المشغولية أو الوسط المحيط، أو لأى سبب آخر، فيمكنك حفظ بعض مزامير منها لتلاوتها عن ظهر قلب، أثناء العمل وبين الناس، ودون أن يحس بك أحد، ويمكنك أيضاً تلاوة بعض القطع أو التحليل، المهم ألا تفوت عليك الساعة السادسة مثلاً (12 ظهراً) أو التاسعة (3 ظهراً) إلا وتتذكر الساعة والمناسبة، وتتلو ما يمكنك تلاوته منها، لأن هذا النظام يحفظك فى علاقة دائمة مع الله، ويحفظك من الوقوع فى أخطاء وخطايا كثيرة، لأن ذكر الله يقدس الفكر والقلب واللسان، ويحفظ الإنسان فى مخافة الله ومحبته على الدوام، كنصيحة الحكيم: "كن فى مخافة الرب اليوم كله" (أم 17:23).
+ ويقول ماراسحق السريانى: "إذا شئت التمتع بحلاوة الصلاة بالمزامير، والتنعم بمذاقة الروح القدس فيها دع عنك الكمية، يكفى أن يكون عقلك فاهماً ومستوعباً لمعانى الصلاة، فيتحرك فيكم الشعور بتمجيد الله".
+ احذر الطياشة أثناء صلوات المزامير، لأنه من حيل الشيطان أن يحاول سحبنا إلى أفكار ومواضيع بعيدة كل البعد عن الصلاة، فإذا تجاوبنا معه خسرنا خسارة كبيرة، وأضعنا على أنفسنا بركة الصلاة، والشخوص فى حضرة الله، والتركيز فى مخاطبته وشكره وتسبيحه مما يعتبر إهانة لله لا تمجيد لله.
+ ويقول القديس مارافرام السريانى: "من يصلى بذهن حاضر، وفكر مجموع، يذل فخر الشياطين، والذى يصلى بعقل مشتت، وبعدم اكتراث، يسخر منه الشياطين ويستهزئون به".
+ ويقول القديس برصنوفيوس: "إن الصلاة الكاملة هى أن نخاطب الله بلا طياشة عقل ولا سجس العالم".
+ ويقول قديس آخر: "فى صلاتك خاطب الله كأنك مشاهد له لأنه بالحقيقة حاضر".
+ إذا تأخرت بعض صلواتك وأردت تأديتها فى أى وقت فهذا جيد ومفيد.
+ ويقول ماراسحق: "حتى لو كان الوقت عشاء ابدأ بصلاة باكر بلا اضطراب لأن إلهنا متى دعى أجاب".
+ اعلم أن الرب يسر بالصلوات والتسابيح الروحانية، ويحل بمجده فى المكان وعلى الشخص الذى يصلى بالروح والحق، ويملأه من البركات والمواهب، ويصبح قريباً منه يسمع لصلواته، ويستجيب لطلباته كما هو مكتوب: "ولما انتهى سليمان من الصلاة نزلت النار من السماء وأكلت المحرقة والذبائح (دليل قبول الله لها ومسرته بها) وملأ مجد الرب البيت... وكان جميع بنى إسرائيل ينظرون عند نزول النار ومجد الرب على البيت، وخروا على وجوههم إلى الأرض على البلاط المجزع، وسجدوا وحمدوا الرب لأنه صالح وإلى الأبد رحمته" (2أى 1:7-3).
+ "وكان لما صوت المبوقون والمغنون كواحد صوتاً واحداً لتسبيح الرب وحمده ورفعوا صوتاً بالأبواق والصنوج وآلات الغناء والتسبيح للرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته أن البيت بيت الرب امتلأ سحاباً ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب لأن مجد الرب ملأ بيت الله" (2أى 13:5،14).
+ فالصلاة النقية التى يبذل فيها الإنسان جهداً وعناية واهتماماً ووقاراً، يفرح بها الرب ويستمع لها، ويقبلها ويبارك قائلها، ويبارك المكان الذى ترتفع منه هذه الصلاة النقية، حسب وعده المبارك: "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى فهناك أكون فى وسطهم" (مت 20:18) وحتى لو كان المصلى فرداً واحداً، يتمتع أيضاً بهذا الوعد المبارك من الله المحب الأمين، إذ أن الإنسان مكون من جسد ونفس وروح، وهؤلاء الثلاثة لو إشتركوا فى الصلاة بقوة وإهتمام وإنسجام وروحانية، لفازوا بهذا الوعد المبارك.
ليعطينا الرب أن نقدم له صلوات وروحانية مقبولة، يتنسم منها رائحة الرضا (تك 21:8) ويتلذذ بها حسب قوله: "لذاتى مع بنى آدم" (أم 31:8).
تعليقات
إرسال تعليق