قال أحد الحكماء: إذا أردت أن تسافر براً ففكر مرة! وإذا أردت أن تسافر بحراً ففكر مرتين!! وإذا أردت أن تسافر جواً ففكر ثلاث مرات!!! وأما إن أردت أن تتزوج ففكر سبع مرات!! يوجد مثل إيراني يقول: »إذا ذهبت لسفر فادعُ الله مرة.. وإذا ذهبت لحرب فادع الله مرتين.. وأما إذا أردت الزوجة فادع الله ثلاث مرات!«.
يحسن بالخطيب الذي يختار خطيبته، أو الخطيبة التي تختار خطيبها أن يضعا الأمور الآتية قبل اختيارهما لتجعلهما أن يفكرا في خطورة الأمر:
إن الشريك الآخر سيكون زميلنا طول العمر: إنْ بصحة جيدة أو سقام، بأخلاق فاضلة أو بأخلاق رديئة، إن بعلم أو بجهل.
إن الشريك الآخر سيكون أماً أو أباً لأولادنا، وهم أعز من لنا في هذه الحياة، سيكونون المدرسة الأولى لتربيتهم، فإما أن يخرجوا منهم أفضل ما يكون من الأولاد إذا كان اختيارنا هو الأفضل، أو شيئاً رديئاً مماثلاً لاختيارنا الردئ.
إن الظواهر قد لا تكون مثل البواطن، فعلينا أن نحذر الاندفاع الجنوني أو العاطفي، أو مجرد اقتراح أحد الناس، ولو كان أعز الناس عندنا بدون فحص أو تمحيص في أمر هو أخطر شأن من شؤون الحياة.
إن هذا الاختيار سيقرر مصيرنا في المجتمع إلى أبعد الحدود، وهو إما أن يكون دافعاً إلى السعادة والنجاح أو إلى الشقاء والفشل.
إن هذا سيكون له مساهمته في تقرير ذات مصيرنا الأبدي بما سيطبعه فينا من أخلاق بتفاعلنا مع الشريك الآخر.. فلنعلم يقيناً أن اختيارنا للشريك الآخر هو أعظم اختيار لنا بعد اختيار تسليم حياتنا لله.
سُئل أحد خدام الله: هل كل زواج من الله؟ فأجاب: كلا، بل يوجد زواج من الشيطان، يتمم به مآربه، كزواج أخآب بإيزابل. ويوجد زواج من البشر، بتدخل الجسد والتسرع، كزواج إبراهيم بهاجر، مما سبب له ولسارة ولهاجر وولدها متاعب. ويوجد زواج من الله رأساً كزواج إسحق برفقة. لذلك يجب أن نحترس لئلا نسقط في نوع الزواج الأول أو الثاني... بل يكون زواجنا كالنوع الثالث بترتيب الله وبإرشاده.
قيل عن الفيلسوف المشهور جان جاك روسو إنه كان جالساً ذات يوم يتحدث مع إحدى السيدات وكانت من معارفه، فسألته ما هي الصفات الخارجية والداخلية التي يجوز لكل فتاة أن تتزيّن بها إنْ أرادت الإقتران وأحبت أن ترضي زوجها وتجعله فيلسوفاً. فأخذ الفيلسوف ورقة وكتب فيها الآتي:
الجمال (صفر). المهارة في التدبير المنـزلي (صفر). العلم والمواهب العقلية (صفر). الحسب والنسب (صفر). الصلاح القلبي(1).
فنظرت السيدة إلى هذا الجدول وذُهلت لأنها لم تفهم شيئاً. ثم قالت للفيلسوف: »لعلك تمزح«. فأجابها: »بل إن ما ذكرته هو الحق، وإليك جلاء الغامض: إذا كان للفتاة قلب صالح، فهو لها أساس تستطيع أن تبني عليه باقي الصفات والمزايا الحسنة.
وقد قدَّرتُ هذه الميزة الأساسية برقم (1)، فإذا هي أضافت إلى صلاح القلب جمالاً، فإنها تكون أضافت إلى الواحد صفراً فتصير قيمتها (10) وإذا أضافت إلى هاتين الصفتين عقلاً راجحاً فتكون قد أضافت إلى العشرة صفراً آخر فتصير (100). وإذا إضافت إلى ذلك المهارة في التدبير المنـزلي أصبحت قيمتها (1000). وعليه فيكون صلاح القلب هو الأساس لكل هذه القيم، وبدونه تكون كل صفات المرأة ومزاياها أصفاراً بجوار بعضها، لا قيمة لها إلا بإضافة الواحد الذي هو الصلاح القلبي أساس كل الصفات والطيبة والفضائل«.
قال أحدهم: لا يمكن أن نتصور أن إنساناً عاقلاً يغفل عن أنه عندما يقترن بشريكة حياته يقترن أيضاً بكامل أسرتها ، من جهة سمعتها ، وأمراضها الوراثية ، وأخلاق أفراد أسرتها التي لا شك أنها حفرت عميقاً في حياتها، وستؤثر حتماً في نسله في المستقبل.
وقال آخر إنك بارتباطك بعائلة بالزواج إما أن تضع نفسك في وجه المدفع، في وجه عائلة متعبة أو مشاكسة، أو تربح عائلة، تصبح أنت ابناً جديداً عزيزاً من أبنائها، كما أن أسرتك تربح بنتاً جديدة عزيزة تُضاف إلى عِداد بنيها وبناتها. وويل لمن كانت حماته شريرة، وخالات وعمات عياله شاذات، فإنه سيجني مر أثمار الكدر منهن جميعاً. وطوبى لمن كان هؤلاء كلهم من فضلاء القوم، فإنه يجني منهن أحلى الثمار له ولجميع أفراد عائلته.
وقال آخر لا تفرح بفتاة لم تعرفها سوى من بضعة أيام أو شهور فترتمى فى أحضانك وتبادلك القبلات والرقصات وتسلم لك جسدها بحجة أنها تحبك وهذا هو الدليل على الحب ، وربما تتباهى بذلك بين الناس وتعتقد أنك دنجوان عصرك فمثل هذه لا أمان لها وربما فعلت ذلك مع غيرك .. تروى كثيراً فأجمل ما فى الفتاة حيائها .. وإن لم تستحى الفتاة فإنها تفعل ما شاءت.
قالت فتاة: إنني لا أريد الرجل الذي يريد مني مجرد أن أرعاه وأنظم له حياته، ولا الرجل الذي أقف إلى جانبه كدمية جميلة يتباهى بحيازتها، ولكني أريد الرجل الذي يتجاوب معي عقلاً وروحاً وجسداً.
وضع أحدهم هذه الأسئلة التي يجب أن تسألها الشابة قبل أن تُقدم على اختيار شريك الحياة:
(1) هل عمله هادئ، أم يحتاج إلى جهد ينهكه؟
(2) هل هو حر التصرف بعد انتهاء ساعات العمل المحددة؟ أم يجب أن يكون مستعداً للعمل في كل لحظة، ولا يشعر مطلقاً بأن له وقتاً خالياً يتصرف فيه كيف يشاء؟ وهل تستطيع هي أن تحتمل ذلك، أم أن هذا فوق طاقتها؟
(3) هل يقوم بعمله في مكان واحد؟ أم يضطر أحياناً إلى السفر مسافات طويلة، وأوقات كثيرة، بعيداً عن بيته؟
فليفكر العروسان في هذا الأمر، لأن كلاً منهما سيرهن نفسه للآخر مدى الحياة. فإمّا التضحية والرضى المتواصل، وإمّا رفض ذلك من البداءة. أما قبوله ثم التذمر عليه في ما بعد فليس من النبل أو العدل في شيء...
تعليقات
إرسال تعليق