" الجاهل يسلُك فى الظلام " ( جامعة 2 : 14)
+ من أخطر أعداء الإنسان - بعد الشيطان – " الجهل " وعلى قمته " الجهل الروحى " ، كما أعلنه الرب بصراحة " هلك شعبى من عدم المعرفة " ( هوشع 4 : 6 ) ، " سُبى شعبى لعدم المعرفة " ( إش 5 : 13 ) ، " ويموتون ( يهلكون ) بعدم المعرفة ( الروحية ) " ( أى 36 : 12 ).
+ وكانت الكنيسة القبطية هى " المدرسة " لكل أبنائها ، الصغار والكبار ، فنموا فى النعمة والقامة الروحية ، وفى العلوم التى جعلتهم مرغوبين فى سوق العمل ، بخبراتهم المالية والإدارية ، وأمانتهم وإخلاصهم التام فى العمل.
+ ويحكى تاريخ الكنيسة أنه رغم شدة الإضطهادات – فى عصور الظلام – لكن الولاة المُتعصبين ، كانوا يضطرون لإعادتهم لأعمالهم بعد فصلهم ، لحاجتهم لخدمتهم الممتازة ، وأوكلوا إليهم الأعمال التى تتطلب الدقة والأمانة والضمير الصالح.
+ وإذا كانت الأسر القبطية تهتم بتعليم أبنائها ، فى جميع مراحل التعليم العام ، ، والثقافة والمعرفة النظرية والعملية ، والفنية وغيرها ، فمن الواجب تنبيه الجميع إلى اولوية المعرفة الروحية ، بسبب كثرة وتنوع وسائل الإعلام المضللة ، والشياطين البشرية المتربصة بأولاد الله ، من الجنسين لإقتناصهم بسبب جهلهم بكتابهم المقدس ، ومبادئ الإيمان ، وعقائد وطقوس الكنيسة المقدسة والصالحة لحياتهم وسعادتهم على الأرض ، وفى أبديتهم.
+ والمسئولية موضوعة أولاً على الأهل ، لضرورة ربط الأبناء بمدارس التربية الكنسية ( مدارس الأحد ) ، وإعطائهم الدروس الروحية بالكلمة والقدوة الصالحة ، حتى لا يعانوا من فشلهم الروحى والدراسى والإجتماعى ، كما يحدث لكثيرين فى هذا الزمان !!
فكثيراً ما نرى عُلماء فى المعارف العالمية ، وجهلاء جهلا ًمطبقا فى تعاليم السماء ، التى هى سبب سعادة الإنسان والأسرة والكنيسة والمجتمع.
ولا نبالغ حين نقول أن الإنحراف ، والأدمان ، والفشل الدراسى ، يكون بسبب الجهل الروحى.
+ ونشكر الله ، أن وسائل التعليم الدينى متوفرة – الآن – بسهولة ، ويمكن للإنسان الذى فاته قطار التعليم ( الروحى ) ، أن يتعلم وأن يثقف نفسه بنفسه ، فالكتب فى كافة المجالات الروحية متوفرة بكثرة ، والتسجيلات متاحة ، والإجتماعات الروحية متوفرة بكثرة ( فى كافة الأبروشيات والكنائس ) ، وملاءمة لكل سن وكل مرحلة.
والمرشدون الروحيون فى كل مكان ، وعلى مستوى عالى من العلم والروحانيه ، ومستعدون للخدمة وتعليم الطالبين.
+ وكرر القديس بولس الرسول الدعوة إلى عدم تجاهل المعرفة الروحية اللازمة لنجاح المسيحى فى حياته ، ولصالح أبديته ( رو 1 : 13 ) ، ( 1 كو 10 : 1 ) ، ( 2 كو 1 : 18 ) ، ( 1 تس 4 : 13 ).
+ ويطالبنا الكتاب المقدس بضرورة " التلمذة " على يد الآباء والمرشدين الحكماء ، وفهم طبيعة الحياة ، وكيفية التعامل السليم مع الناس ، وأكد أن " الإبن الجاهل مصيبة لأهله " ( أم 19 : 13) ، " وفم الجُهال ينبع حماقة " ( أم 15 : 3 ) ، وما أكثر المشاكل بسبب الجهل الروحى والعلمى !!.
+ وطالبنا رب المجد يسوع وقال : " تعلموا منى .. فتجدوا راحة لنفوسكم " ( مت 11 : 29 ) . فهل نفعل ؟!.
تعليقات
إرسال تعليق