الحب هو أعظم
نعم الله على الإنسان، الحب هو أعظم اسم من أسماء الله ، فالله محبة.
أولاً: الحب لابد أن يكون من قلب طاهر وبشدة، والقلوب الطاهرة هي فقط التي اغتسلت بدم المسيح يسوع لأنه مكتوب إن دم يسوع المسيح يطهرنا من كل خطية.
ثانياً: الحب الحقيقي يصير المحب والمحبوب خداماً كل منهما للآخر بل وعبيداً كل منهما للآخر فشريعة العبد العبراني تقول إن العبد يرفض أن يتحرر من عبوديته لا لسبب آخر سوى أنه أحب سيده وزوجته وأولاده (خروج21 :5 ).
ثالثاً: الحب يعطي قوة على خدمة المحبوب والتضحية لأجله فلقد قيل عن يعقوب أبو الأسباط إنه خدم أربعة عشر سنة لكي يتزوج راحيل امرأته وكانت في عينيه كأيام قليلة (تكوين29 : 20).
رابعاً: الحب يجعل المحب يرى كل شيء جميل في المحبوب ففي سفر نشيد الأنشاد ترى الحبيبة أن كل شيء في حبيبها إنما هو كامل ورائع ومجيد، وهذه هي الحقيقة، فالحبيب يشير إلى رب المجد يسوع، والعريس الحبيب لا يرى شيء يعيب الحبيبة فيقول لها" :كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة نش4 : 7" ..
خامساً: الحب يقف صامداً أمام التجارب والمصاعب والسيول "فمياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقاراً". نش8 :7
أخيراً أقول إن الحب ليس بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق 1يو13 :18 ، وكل ما لا يكسبه الحب لن يكسبه غير الحب ، إن النيران التي لا يطفئها الحب لن تستطيع قوة أخرى أن تطفئها ، لا نهاية للإرهاب في العالم إلا بالحب، لا سلام مع النفس والأهل والأصدقاء إلا بالحب، لا إصلاح لشئون البلاد والعباد إلا بالحب، لا دخول إلى النعيم الأبدي إلا بالحب، لا انفلات من نار جهنم إلا بالحب.. لا حلول للمشاكل الأسرية والزوجية إلا بالحب فكيف لا يحل الحب المشاكل التى بينكما ويحلها شخص آخر ربما تدخله فى المشكلة يزيدها تعقيداً ، حقا ما لا يحله الحب لا يحل بغير الحب فالله محبة ومن لا يعرف المحبة لم ولن يعرف الله.
تحتفل كثير
من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية
في الرابع
عشر من شهر فبراير من كل عام بعيد الحب، ملايين الورود تزين الأعناق والبيوت
والقلوب، ملايين البطاقات التي تتحدث عن الحب
ترسل إلى ملايين البشر في كل مكان حتى قيل حسب
الإحصائيات
الرسمية في الولايات المتحدة أن عيد الحب هو ثاني الأعياد ازدحاماً بالمراسلات بعد عيد الميلاد، الأحباء يتعانقون، والأعداء
يتصافحون والمُساء إليهم يغفرون، والمسيئون إلى
غيرهم يعترفون ويتوبون.
وجُلت أفكر فيما آلت إليه أحوالنا فى بلادنا وأسرنا فرأيت للأسف
الشديد الإخوة يتشاجرون ويتقاتلون ، والأزواج يتخاصمون وينفصلون .. والأهل
والأقارب متباعدون والاسرة صارت مفككة والألفة والدفء الأسرى لا وجود لهما ، ففكرت
كثيراً فى الحلول وفى النهاية لم أجد سوا حل واحد لجميع مشاكلنا وهو الحب لأن الحب
هو الحل، وما لا يحله الحب لا يحل بغير الحب.
فلكى نعرف
الكثير عن الحب دعونا نعرف أنواع الحب فى الكتاب المقدس .. لقد ذكر لنا الكتاب
المقدس أنواعاً كثيرة من الحب وسنتكلم عن تسعة أنواع من الحب على سبيل المثال وليس
الحصر
الحب الأول هو الحب الإبراهيمي
نسبة إلى
أبينا إبراهيم ، خليل الله ، ذلك الحب الذي
يتجه نحو المحبوب في السراء فقط لا في
الضراء ، حب
يلتصق بالحبيب مادامت الأحوال على ما يرام ، أما إذا اختلفت الأوضاع وتعرض الحبيب لإمتحان وضغط وتهديد ، تنكر الحبيب لحبيبه وقال
"أنا وبعدي الطوفان".
لقد ذكر الكتاب
المقدس أن إبراهيم أب الآباء كان يحب سارة ،
وكان من
الطبيعي لأنه يحبها أن لا يتزوج عليها في حياتها إلا ما اقترحته هي عليه في مسألة زواجه من هاجر المصرية. فمن يحب من قلبه لا يفكر في
الزواج من أكثر من واحدة فهذه شريعة الله . أحبها ،
اصطحبها معه في كل رحلاته إلى أن نزل إلى مصر فطلب منها ما
لا يطلبه
حبيب من محبوبته ، فتخلى عن شهامته ورجولته حين شعر بتهديد المصريين له. ويقول الكتاب المقدس فى تك12 :11 : "وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال
لساراي امرأته إنى قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر،
فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته ، فيقتلونني
ويستبقونك ،
قولي أنك أختي ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من أجلك ، ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون".
وقد تكرر هذا
الموقف أيضاً فى جرار { وانتقل ابراهيم من هناك الى ارض الجنوب و سكن بين قادش و
شور و تغرب في جرار و قال ابراهيم عن سارة
امراته هي اختي فارسل ابيمالك ملك جرار و اخذ سارة } تك20 :2
أي حب هذا
الذي يتخلى فيه رجل شرقي فيترك امرأته
تذهب لتتزوج برجل آخر، ويسلمها بيده لذلك الرجل، إنه حب
النفس الذي
لا يكترث بالحبيب فكما قلت: "أنا وبعدي الطوفان".
ولكن فى
المقابل لا ننكر الحب العظيم الذى كان لسارة نحو إبراهيم ، فكيف كانت تحبه وتطيعه
فى كل شىء وتقابل هذا الجحود منه بالحب لكى تحميه من القتل وتنفذ كل أوامره حتى لو
كانت خطأ وغير مطابقه للشريعة ولا للعرف العام وكيف كانت تنادى إبراهيم بسيدى حتى
صارت مثالاً للزوجة التى تتمنى الكنيسة كل بناتها بأن يكن كلهن مثل سارة. حتى أن
الوصية التى تقال فى سر الزيجة تذكر هذا الحب العظيم لسارة.
الحب الثاني هو الحب الإسحاقي
نسبة إلى
إسحق بن إبراهيم وهو حب المصلحة ، حب مغرض ذو أهداف. يقول الكتاب المقدس "فأحب
إسحق عيسو لأن في فمه صيداً" {تك25 :28} ومع أن إسحق كان أباً لعيسو وكان من واجبه أن يحبه لأنه ابنه وليس لأي غرض آخر، إلا
أنه كان يحبه لأن في فمه صيداً، وهذا هو الحب
المغرض حب المصلحة، حتى أنه طلب من عيسو أن يذهب ليصطاد له
من الذبائح
ويقدم له طعاماً لكي تباركه نفسه. فما علاقة الذبائح والطعام ببركة من الله كانت لابنه لابد أن تعطى بغير مقابل
وتشاركه فى
هذا الحب رفقة التى كانت تميز فى حبها بين أولادها فكانت تحب يعقوب ولا تحب عيسو
وهذه التفرقة فى الحب كانت لها نتائجها الصعبة فى حياة يعقوب من غربته وهروبه من
وجه أخيه عيسو بعد أن أخذ البركة بالخداع والحيلة التى دبرتها أمه.
الحب الثالث هو الحب اليعقوبى
نسبة إلى
يعقوب أب الأباء الذى هرب من وجه أخيه بعد الحيلة التى عملها بتدبير أمه وأخذ
البركة ، فهرب عند خاله لابان وعندما رأى راحيل أحبها ويذكر ذلك الكتاب المقدس
قائلاً { واحب يعقوب راحيل فقال اخدمك سبع سنين براحيل ابنتك الصغرى * فقال لابان
ان اعطيك اياها احسن من ان اعطيها لرجل اخر اقم عندي * فخدم يعقوب براحيل سبع سنين
و كانت في عينيه كايام قليلة بسبب محبته لها } تك29 :18 هذا هو الحب الذى يتخطى الزمان والمكان فالسبع
سنين تصير كأيام والمكان البعيد عن الأهل يصير كانه جنه ووطن طالما الحبيب فيه هذا
هو الحب ، ولكن دائماً تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فخال يعقوب خدعه وزوجه ليئه
بدلاً من راحيل ولكن الحبيب يصر على محبوبته ويتزوج راحيل ويخدم بها سبع سنين أخرى
.. ما اعظم الحب الذى يجعل المحبوب يحتمل ويضحى بكل شىء لأجل محبوبه
الحب الرابع هو الحب الدليلي
نسبة إلى
دليلة عشيقة شمشون الذي ذكره العهد القديم في سفر القضاة،
وهذا هو حب
غاش خادع متملق مدمر يتظاهر فيه الحبيب بالحب للمحبوب حتى يتمكن منه لإذلاله ، حتى أنها كانت تقول له {فقالت دليلة لشمشون اخبرني
بماذا قوتك العظيمة وبماذا توثق لاذلالك قض16 :6} فما هو ذلك الحب الذى يطلب فيه
الحبيب معرفة كيف يذل حبيبة ، وكيف يكون الحبيب مخدوع وقد عميت عينيه عن حقيقة هذا
الحب ، لقد استخدمت هذه المرأة اللعوب سلاح الحب في قتل شمشون، قاضي إسرائيل آنذاك، وقيل فيها: "وأنامته (دليلة) على ركبتيها ودعت
رجلاً وحلقت سبع خصل رأسه وابتدأت بإذلاله وفارقته
قوته" قض16 :19 . فهذا ليس حباً بل هو خطة شيطانية لتدمير الحبيب.
الحب الخامس هو الحب الأمنوني
نسبة إلى
أمنون بن داود، حب جنسي خادع ، أو الحب
الشهوانى ، أحب أخته وأحصر للسقم من أجلها وتظاهر بالمرض وجاءت أخته لتزوره في غرفة نومه بعد أن طلب من أبوه أن يجعل أخته تجلس معه لتطببه
وتحضر له الطعام فوافق أبوه داود لأنه لم يخطر بباله أن إبنه يفكر فى أخته بالشرور
"فتمكن منها، وقهرها واضطجع معها، ثم أبغضها أمنون بغضة شديدة جداً حتى أن البغضة التي أبغضها إياها كانت أشد من المحبة التي أحبها
إياها... ودعا غلامه الذي كان يخدمه وقال: اطرد
هذه عني خارجاً وأقفل الباب وراءها" (2صم13). هذه شهوة
ظهرت في صورة
حب حتى أشبع أمنون غريزته كالحيوان فانقلب حبه إلى بغضة شديدة
الحب السادس هو حب عروس النشيد لعريسها
وهو حب أناني
خامل لا يعرف ما عليه من واجب بل يطلب فقط ما
له من حقوق . فالعريس ينادي محبوبته وقد وقف
طويلاً خارج
غرفتها بالليل وهو يقرع على بابها ويصفها بأجمل الأوصاف التي إذا ما سمعتها امرأة من حبيب كحبيب هذه العروس لقامت تقبل قدميه. قال
لها: "افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي ، يا
حمامتي ، يا كاملتي ، لأن رأسي امتلأ من الطل وقصصي من ندى
الليل" ،
فأبت الحبيبة أن تقوم وتفتح له وقدمت له عذراً أقبح من ذنــب ، فقالت: خلعت ثوبي فكيف ألبسه ، غسلت رجلي فكيف أوسخها".{نش5} يا له من
حب أناني خامل ، يتقوقع حول نفسه ولا يصنع تجاوباً مع
الحبيب.
الحب السابع هو الحب السليماني
نسبة إلى سليمان بن داود، وهو حب جشع منقسم وموزع غير مميز لحكمة الله
في مسألة الزواج بواحدة فقط ، يقول الكتاب
المقدس : "وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة
مع بنت
فرعون... فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري فأمالت نساؤه قلبه".
1مل11 :3 ، فما نوع هذا الرجل من بين الرجال
الذى يرتبط بإسم الحب بألف إمرأة وأخيراً قال { التي لم تزل نفسي تطلبها فلم اجدها
رجلا واحدا بين الف وجدت اما امراة فبين كل اولئك لم اجد } جا7 :28 فبعد كل هذا لم يجد من وسط كل هؤلاء من
يحبها ، للأسف العيب ليس فى النساء بل فى
سليمان لأن إختيارات وشهوات قلبه كانت عالمية ولكنه إكتشف الحقيقة المرة متأخرة
جداً بعد فوات الأوان. حتى أنه قال { ومهما اشتهته عيناي لم امسكه عنهما لم امنع
قلبي من كل فرح لان قلبي فرح بكل تعبي وهذا كان نصيبي من كل تعبي .... ثم التفت
انا الى كل اعمالي التي عملتها يداي و الى التعب الذي تعبته في عمله فاذا الكل
باطل و قبض الريح و لا منفعة تحت الشمس } جا2 :10
لقد شرع رب
المجد يسوع المسيح أن يتزوج الرجل بإمرأة واحدة،
ويصير الاثنان جسداً واحداً فهو العالم بكل شيء، من يعلم
أن تعدد
الزوجات ما هو إلا وبال على الفرد والأسرة والمجتمع.
الحب الثامن هو الحب اليوناثاني
نسبة إلى
يوناثان إبن شاول الملك الأول في إسرائيل . ذلك هو الحب
القلبي الإلهي
المضحي، وهذا الحب هو الذي يريده الله من الإنسان في محبته للإنسان ، حب لا يقتصر على علاقة بين رجل وامرأة ، بل قد يكون بين رجل
ورجل، امرأة ورجل، امرأة وامرأة، فالحب الإلهي أصل
الوجود وإكسير الحياة.
لقد أحب
يوناثان داود وتعلقت نفسه بنفس داود، أحبه
كنفسه، {1صم18 :1} بالرغم من أنه كان يعلم أنه سيأخذ مكانه في حكم البلاد ، فطالما كان داود حياً فلن يتمكن يوناثان أن يخلف أباه
في الحكم. وتعدت محبة يوناثان الكلام ، فقد أعطى
داود جبته وثيابه وسيفه وقوسه ومنطقته ، وأنقظه من يد أباه الذى كان يريد قتله ، وتجرد
من كل شيء طوعاً واختياراً لأجل الحبيب وضع كل
ما يملك، كل مستقبله في يدي منافسه في الحكم.
الحب التاسع هو الحب الإلهى
بقى لي أن
أقدم حباً فريداً عجيباً شاملاً كاملاً، اتجه نحو المزدرى وغير الموجود ، أثمة ، فجار، خطاة، قيل عنهم إنهم أبناء المعصية،
أبناء الغضب، أعداء زاغوا وفسدوا، سم الأصلال تحت
شفاههم، بألسنتهم قد مكروا. ومع كل ذلك فقد أظهر رسول
المحبة الرب
يسوع المسيح حباً فاق إدراك العقول من نحونا نحن البشر . جاءه الأعمى صارخاً يا ابن داود ارحمني فلم يعبس ولا تولى بل أوقف
الجمع والركب ولمس عينيه. جاءته الزانية يحيط
بها رجال يرفع كل منهم حجره ليرجمها فلم يأمر بجلدها ولا
بإمساكها في
بيت حتى تموت بل غفر لها خطاياها وستر عيبها وأنقذها من يد الطغاة الذين هموا برجمها وعلم الجمع أن لا يدينوا غيرهم وهم أهل
الدينونة والخطية والعذاب، وقال لهم قولته
الشهيرة: "من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر" جاءه الأعداء ليقبضوا عليه وخرجوا عليه كخروجهم على لص بسيوف وعصى
وظن أتباعه أن السيف هو الحل، فلابد من الدفاع
عنه فهو كان بالنسبة لهم نبيهم ووليهم، فاستل بطرس أحد تلاميذه سيفه وقطع أذن عبد رئيس الكهنة فقال يسوع قولته الشهيرة
"رد سيفك إلى غمده لأن جميع الذين يأخذون
السيف بالسيف يهلكون". وفي حب كامل حقيقي لأعدائه لم يقل عين بعين وسن بسن والبادي أظلم بل انحنى وأخذ الأذن المقطوعة
ووضعها في مكانها فعادت صحيحة.
أرسل تلاميذه
ليكرزوا بالإنجيل فأوصاهم أن لا يأخذوا معهم في الطريق لا
كيساً ولا
مزوداً ولا عصى، بل أوصـاهم أن يحملوا معهم الحب الذي به
يستطيعون أن
يشفوا مرضى، يطهروا برصاً، ويخرجوا الشياطين من الناس، وينادوا بسنة الرب المقبولة.
قال لهم إن
سلاحكم هو الحب، أحبوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم،
أحسنوا إلى
مبغضيكم صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونـكم. وقال لهم إن دخلتم إلى قرية أو مدينة ولم يقبلكم سكانها فاخرجوا منها وانفضوا
غبار أرجلكم. لا تجبروا أحداً على الإيمان بالله ،
بل من لم يجذبه الحب لن يجذبه السيف والقهر
والإجبار.
لقد كان في
إمكانه له المجد حسب قوله الطاهر أن يطلب من أبيه
السماوي أن
يرسل له اثنا عشر جيشاً من الملائكة ليغزو بها أورشليم وليجبرها على الدخول في دينه خوفاً عليها وإشفاقاً بها، لكنه بكى على
أورشليم وتمنى لو كانت قد عرفت زمان
افتقادها. فكيف يجبرها على الاستسلام والخضوع الجبري له وهو الذي ميز الإنسان بحرية الإرادة والإختيار، وقبول الله من رفضه.
وأخيراً أظهر حبه اللانهائي بتقديم نفسه ذبيحة
عنا فحق لنا أن نتغنى بحبه ونقول انظروا أية
محبة أعطانا
الآب حتى ندعى أولاد الله، الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا
ذلك هو رب
المجد يسوع ، رسول الحب والسلام والإخاء، فلا عجب إن كتب أحد
تلاميذه وهو يوحنا
الحبيب قائلاً إن الحب هو الدليل على الولادة من الله:
"أيها
الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله. ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة" 1يو4
:7. فكل من يبغض أخاه هو قاتل نفس، وكل من يكره ولا تعرف
المحبة طريقها إلى قلبه فهو لا يعرف الله ،
وإليك عزيزي
القارئ بعض ظواهر الحب لكي تعرف إن كنت تحب
بالعمل
وبالحق أم فقط باللسان والكلام:
أولاً: الحب لابد أن يكون من قلب طاهر وبشدة، والقلوب الطاهرة هي فقط التي اغتسلت بدم المسيح يسوع لأنه مكتوب إن دم يسوع المسيح يطهرنا من كل خطية.
ثانياً: الحب الحقيقي يصير المحب والمحبوب خداماً كل منهما للآخر بل وعبيداً كل منهما للآخر فشريعة العبد العبراني تقول إن العبد يرفض أن يتحرر من عبوديته لا لسبب آخر سوى أنه أحب سيده وزوجته وأولاده (خروج21 :5 ).
ثالثاً: الحب يعطي قوة على خدمة المحبوب والتضحية لأجله فلقد قيل عن يعقوب أبو الأسباط إنه خدم أربعة عشر سنة لكي يتزوج راحيل امرأته وكانت في عينيه كأيام قليلة (تكوين29 : 20).
رابعاً: الحب يجعل المحب يرى كل شيء جميل في المحبوب ففي سفر نشيد الأنشاد ترى الحبيبة أن كل شيء في حبيبها إنما هو كامل ورائع ومجيد، وهذه هي الحقيقة، فالحبيب يشير إلى رب المجد يسوع، والعريس الحبيب لا يرى شيء يعيب الحبيبة فيقول لها" :كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة نش4 : 7" ..
خامساً: الحب يقف صامداً أمام التجارب والمصاعب والسيول "فمياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقاراً". نش8 :7
سادساً: الحب يمنح المحبين
أفاقاً واسعة يتناقشان ويتحاوران ويتمتعان بحلاوة الحديث ودفء الحوار وعمق العشرة
فنجد الزوجان متفاهمان لا يستبد أحدهما برأيه إنما يتناقشان ويتحاوران فى هدوء يتخذان
الرأى الصائب الذى فيه المنفعة ، وفى حدود إمكانيات الأسرة ، يصغى كلاً منهما فى
حنو وهدوء ليسمع الطرف الآخر، يشفق كلاً منهما على الآخر ، يحس كلاً منهما بتضحيات
الآخر ويثنى عليها . ليدفعه إلى المزيد من الحب والتضحية . ليس جيداً أن يكون
الرجل مستبداً فى قراراته والأسوأ أن تكون الزوجة هى المستبدة . لأنها رمز الدفء
والحنان والحب للأسرة كلها . فالزوج يعطى مساحة للزوجة لإبداء رأيها ولا يحتد
برأيه معتقداً بأنه هو الرأس . والزوجة تخضع فى هدوء ومحبة لرأسها أى الزوج وليس
مبرراً للزوجة أن الزوج يعطيها مساحة لإبداء رأيها فتكون هى المستبدة برأيها وهى
المسيطرة فتحطم بيتها وأسرتها وتجعل زوجها لا يحب البيت ويهرب منه لمكان يجد فيه
الراحة والسكينة والهدوء. وفى حال وجود مشكلة يجب حلها بدون أن يسمع أو يشعر بها
أحد مهما كان، وقبل أن تغرب الشمس كما قال الكتاب {لا تغرب الشمس على غيظكم ، و لا
تعطوا ابليس مكانا أف4 :26} ولكن المحزن أننا نجد المشاكل الأسرية تستمر لأيام
وشهور وربما سنين . وتشهير وتحقير كل طرف بالآخر وربما تصل إلى المحاكم والإنفصال
.. والأكثر حزناً على النفس أن نسمع أن من بين هذه القصص من
كان يرتبط بالآخر بقصة حب إستمرت لسنوات قبل الزواج . فهل هذا حباً !!!!!!!!!!!؟
تذكروا جيداً ما لا يحله الحب لا يحل بدون الحب.
صفات المحبة
لقد ذكر لنا
الكتاب المقدس فى إصحاح كامل صفات المحبة فى 1كو13
1 ان كنت
اتكلم بالسنة الناس و الملائكة و لكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن او صنجا يرن*
2 و ان كانت لي نبوة و اعلم جميع الاسرار
و كل علم و ان كان لي كل الايمان حتى انقل الجبال و لكن ليس لي محبة فلست شيئا*
3 و ان اطعمت كل اموالي و ان سلمت جسدي
حتى احترق و لكن ليس لي محبة فلا انتفع شيئا* 4
المحبة تتانى و ترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر و لا تنتفخ* 5 و لا تقبح و لا تطلب ما لنفسها و لا تحتد و لا
تظن السوء* 6 و لا تفرح بالاثم بل تفرح
بالحق* 7 و تحتمل كل شيء و تصدق كل شيء و
ترجو كل شيء و تصبر على كل شيء* 8 المحبة
لا تسقط ابدا و اما النبوات فستبطل و الالسنة فستنتهي و العلم فسيبطل* 9 لاننا نعلم بعض العلم و نتنبا بعض التنبؤ*
10 و لكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما
هو بعض* 11 لما كنت طفلا كطفل كنت اتكلم و
كطفل كنت افطن و كطفل كنت افتكر و لكن لما صرت رجلا ابطلت ما للطفل* 12 فاننا ننظر الان في مراة في لغز لكن حينئذ وجها
لوجه الان اعرف بعض المعرفة لكن حينئذ ساعرف كما عرفت* 13 اما الان فيثبت الايمان و الرجاء و المحبة هذه
الثلاثة و لكن اعظمهن المحبة*
وصايا الزوجين فى سر الزيجة
لكى نبدأ
حياة مملؤة بالحب تضع لنا الكنيسة منهجاً لكى نسير عليه من أول يوم يجمعنا معاً
بعد السر المقدس ولنذكر الزوجين هنا بالوصايا التى أوصت بها الكنيسة يوم سر الزيجة
ربما لم ينتبه إليها الأزواج والزوجات وسط حفلة الزفاف ووسائل الإعلام والتصوير
أولاً وصايا الزوج
يجب عليك أيها الابن المبارك، المؤيد بنعمة الروح القدس، أن تتسلم زوجتك فى هذه الساعة المباركة بنية خالصة ، ونفس طاهرة، وقلب سليم. وتجتهد فيما يعود لصالحها وتكون حنوناً عليها. وتسرع إلى ما يسر قلبها. فأنت اليوم المسئول عنها من بعد والديها وقد تكللتما بالاكليل السمائى و الزيجة الروحانية. وحلت عليكما نعمة الله. ومتى قبلت ما أوصيت به ، أخذ الرب بيدك ، وأوسع فى رزقك ، ويرزقك أولاداً مباركين يقر الله بهم عينيك ، ويمنحك العمر الطويل والعيش الرغد ، ويحسن لك العاقبة فى الدنيا والآخرة
ثانياً وصايا الزوجة
وأنت أيتها
الإبنة المباركة ، العروس السعيدة ، قد سمعت ما أوصى به زوجك. فيجب عليك أن تكرميه
وتهابيه ، ولا تخالفى رأيه ، بل زيدى فى طاعته على ما
أوصى به أضعافا، فقد صرت اليوم منفردة معه وهو المسئول عنك من بعد والديك ، فيجب
عليك أن تقابليه بالبشاشة والترحاب ولا تضجرى فى وجهه.
و لا تضيعى شيئاً من حقوقه عليك.
وتتقى الله فى سائر أمورك معه، لأن الله تعالى أوصاك بالخضوع له
وأمرك بطاعته من بعد والديك، فكونى معه كما كانت أمنا سارة مطيعة لأبينا إبراهيم ، وكانت تخاطبه { يا سيدى}
فنظر الله إلى طاعتها له ، وبارك عليها، وأعطاها إسحق بعد الكبر، وجعل نسلها مثل نجوم السماء ، والرمل الذى على شاطئ البحر. فإذا سمعت ما أوصيناك
به واتبعت جميع الأوامر، أخذ الرب بيدك ووسع فى رزقك.
وحلت البركات فى منزلك ، ورزقك أولاداً مباركين يقر الله بهم
عينيك.
أخيراً أقول إن الحب ليس بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق 1يو13 :18 ، وكل ما لا يكسبه الحب لن يكسبه غير الحب ، إن النيران التي لا يطفئها الحب لن تستطيع قوة أخرى أن تطفئها ، لا نهاية للإرهاب في العالم إلا بالحب، لا سلام مع النفس والأهل والأصدقاء إلا بالحب، لا إصلاح لشئون البلاد والعباد إلا بالحب، لا دخول إلى النعيم الأبدي إلا بالحب، لا انفلات من نار جهنم إلا بالحب.. لا حلول للمشاكل الأسرية والزوجية إلا بالحب فكيف لا يحل الحب المشاكل التى بينكما ويحلها شخص آخر ربما تدخله فى المشكلة يزيدها تعقيداً ، حقا ما لا يحله الحب لا يحل بغير الحب فالله محبة ومن لا يعرف المحبة لم ولن يعرف الله.
تعليقات
إرسال تعليق