لقد كنت معي ولكن أنا من أجل شقاوتي لم أكن معك يا الله
(القديس أغسطينوس)
محتاجـة إلى ابتسامـة ابنتـي !
في زيارة لأحد العائلات، قالت لي السيدة وهي تعاتب ابنتها في حضوري:
"إنني أشكر الله من أجل ابنتي، فهي رقيقة في طبعها، طاهرة، أصدقاؤها ممتازون. لكن لي كلمة عتاب معها.
إنها تغلق باب حجرتها لتتحدث مع صديقاتها، أحيانًا لمدة ثلاث ساعات مع صديقة واحدة.
أنا محتاجة أن تتحدث معي ، عندما اتصل بها من العمل تجيب في ثوانٍ وتنهي المكالمة ،إني محتاجة إلى
ابتسامتها، ولطفها معي!" حقًا كما أن الفتاة محتاجة إلى ابتسامة والدتها، تحتاج الأم أيضًا إلى ابتسامة ابنتها.
فإن هذه الابتسامة لا تُقدر بثمن!
تذكرت قصة قرأتها عن طفلة صغيرة تعيش في حي فقير بنيويوركاعتادت أن تذهب إلى الكنيسة وتتمتع ببرنامج
وُضع خصيصًا للأطفال المحتاجات. اتسمت هذه الطفلة بابتسامتها اللطيفة، لا تتذمر ولا تشتكي قط، لكنها دائمًا
متهللة بالرب كمن تعيش في السماء مع الملائكة ، بينما كانت تنال بعض الاحتياجات المادية البسيطة كانت
تسكب على الأطفال والخدام سلامًا ببشاشتها العجيبة.
أقيم حفل صغير حضره جمع غفير، واُختيرت هذه الطفلة لتقدم ترنيمة بسيطة. سحبت قلوب الحاضرين
لا بكلمات الترنيمة بل بسلام قلبها المنعكس على وجهها المبتسم!
حضر طبيب كان يعاني من مشاكل كثيرة، ومع غِناه لم يكن يشعر بسلام داخلي. إذ رأى الطفلة تهلل قلبه في
داخله. صارت ابتسامة هذه الطفلة الفقيرة درسًا عمليًا له، غيّرت كل كيانه الداخلي. وإذ عاد إلى بيته تغيّرت حياته
تمامًا بفضل ابتسامة طفلة صغيرة نابعة من القلب.
مرّت شهور ومات الطبيب وجاء أقرباؤه، كل يتوقع أن يكون له نصيب في ميراثه الضخم إذ لم يكن متزوجًا.
قَُرأت الوصية، فوجد أنه قدم مبلغًا كبيرًا ميراثًا للطفلة الصغيرة التي قدمت له حياة متهللة خلال عمل روح اللَّه فيها، كتب لها 75 ألفًا من الدولارات ثمنًا لابتسامتها!
V V V
أنت واهب الفرح!
تعطيه لنا مجّانًا كثمر روحك القدوس.
وتتقبله منا هدية حب لا تُقدر بثمن!
من يهبنا الفرح الحقيقي إلا أنت،
يا من وحدك تخترق أعماقي،
وتجدد كياني،
وتهبني عربون ملكوتك المفرح؟
V V V
تعليقات
إرسال تعليق