القائمة الرئيسية

الصفحات

مشاركات المدونة

الألفة هي الرباط الخفي الذي يربط الزوجين بصورة لا يمكن لأحد أخر أن يشاركهما بها. إنها إنفتاح الروح للروح وليس فقط التعبير عن المشاعر وهموم العمل والأفكار المستقبلية. إنها فتح القلب والروح بالكامل لشريك الحياة ليرى ما بداخله. هذا الانفتاح وهذه المودة لا يمكن أن تأتي إلا بعد أن نكون قد أسسنا علاقة من الثقة والتفهم العميق مع شريك الحياة.

إن المودة في الزواج تجلب البهجة والهدوء والسلام. فالمودة هي التقارب والإتحاد بين الزوجين، كما أنها نعمة وبركة منحها الله لهذا الزواج. وهي تعني أيضاً أن يغفر كل طرف للآخر أخطائه وزلاته حتى تعود العلاقة كسابق عهدها، ويرجع التقارب بدلاً من الابتعاد. إن التقارب والمودة هو تعهد لإشباع الاحتياجات الروحية العميقة داخل من تحبه.

والآن سنتطرق إلى الإحتياجات الشخصية التي ستحتاج أن تغذيها كشريك في شريك حياتك:

* الحاجة إلى الإحساس بالقيمة والقبول: إن قبولنا للمناطق الحساسة والضعيفة في شخصية الشريك تعني أننا ندرك هذه المناطق ونحترمها، بدلاً من تجاهلها أو الاستهانة بها. إن قبول شريك الحياة يعني القدرة على حبه بالرغم من جميع عيوبه ونقائصه ومزاياه، دون التمسك بالرغبة في تغيير هذه الأمور أو الافتراض أن شريك الحياة ملزم بتغييرها بعد الزواج.

* الحاجة إلى الإحساس بالأمان والإنتماء: هذا الإحساس بالأمان يعني أن لا نلجأ في أوقات الغضب والأزمات إلى التهديد بترك المنزل أو إنزال العقاب القاسي بشريك الحياة. فالشعور بالإستقرار في الزواج يجب أن يقوى في ظل عالم مليء بالتغييرات والتقلبات.

فعلى شريكي الحياة أن يعلما يقينا أنه لإقامة علاقة ناجحة بينهما فإنهما لا بد أن يقفا بجانب بعضهما، وليس بجانب أي بديل أخر عن شريك الحياة، كالأصدقاء والأولاد، وذلك في كل الظروف وتحت كل الإحتمالات، خلال أوقات الفرح والحزن، الصحة والمرض، أثناء الفشل وفقدان العمل، كما في أوقات الإنفراج المادي، أثناء المشاكل التي قد يخلقها الأطفال والأولاد المراهقين... إلخ.

* الحاجة إلى الحب: عندما تشعر بأن شريك حياتك قد جرح أو عانى من خيبة أمل أو حزن، فلا تتردد في مساندته، فهو بحاجة لعاطفتك ويجب أن يكون تجاوبك سريعاً معطياً إياه يد العون والمساعدة والحب والعزاء. والأهم هو أن يشعر كلاً من طرفي الزواج بإحتياجه المستمر للآخر، محاولاً وضع نفسه في مكان الآخر والشعور بما يشعر به.

* الحاجة إلى تعزيز الثقة بالنفس: كل شخص يحتاج أن يشعر أنه مقدر من الشخص الذي يحبه. فالكلمات القاسية والتقليل من قيمة الطرف الآخر وحتى نسيان عيد ميلاد شريك الحياة أو عيد الزواج هي طرق تجرح نفسه وذاته. كما ويجب أن لا تنتظر من شريك حياتك أن يكون هو المبادر دائماً بالتعبير عن محبته وتقديره لك بل كن متأهباً دائماً لأخذ جانب المبادرة في ذلك، وسترى بكل تأكيد أن النتائج ستكون أكبر مما توقعت، ولن تجد بالمقابل من شريكك إلا أنه إزداد رغبة في التعبير عن حبه وتقديره لك بشتى الوسائل.

* الحاجة إلى الحرية للنمو: على كل شريك أن يعطي للطرف الآخر الحرية التي وهبها الله له. ينبغي أن لا تكون حرية أحدكما عبئاً وعائقاً أما حرية وتقدم الطرف الآخر. الحاجة إلى المتعة الثقافية والجمالية والعملية والروحية.

فالمتعة الثقافية أو الفكرية هي القرب من عالم الآراء والأفكار. كقراءة كتاب أو مناقشته أو حضور دراسة معينة أو أن يتيح كل واحد للآخر أن يعبر عن وجهات نظره وأفكاره بحرية مطلقة دون محاولة كبتها أو الاستهزاء بها.

أما المتعة الجمالية فهي مشاركة شريك الحياة في جمال الحياة كمشاهدة منظر جميل كغروب الشمس أو الإستماع إلى موسيقى محببة أو أي شيء آخر. أما متعة العمل فهي متعة المشاركة في إنجاز الواجبات وخطط المستقبل. ويشمل ذلك الأعمال الخاصة بالمنزل وكسب المعيشة...وغير ذلك. ولكن عليك الإنتباه لكي لا نحدد تقاربنا في مجال العمل فقط وننسى باقي المتع التي يوفرها الزواج لنا.

أما المتعة الروحية فهي ليست استمرار ممارسة التقاليد الدينية، بل هي معرفة ومشاركة العلاقة الروحية مع الله. وهذا ما يقوي تقدير شريكي الحياة لبعضهما البعض.

وفي الختام ليس المقصود مما تقدم أن تكون أنت المسؤول الوحيد عن سعادة شريك حياتك بل أن تساعده وتقدم له كل ما يحتاجه لدعمه والتواصل معه.

reaction:
خادم أم النور
خادم أم النور
rabony333@gmail.com

تعليقات