القائمة الرئيسية

الصفحات

مشاركات المدونة

على الرغم من محبه الناس للقوة و تمجيدهم لها, إلا أنه لا تزال هناك ضعفات يتصف بها البعض, وتكون سبباً للشكوى, أو سبباً للألم. وقد يوجد شخص قوى بصفة عامة, إلا أن له ضعفاً فى زاوية معينة من حياته, أو فى جانب معين من تصرفاته...


فما هى إذن أنواع الضعف؟ وكيف يمكن معالجة كل نوع منها؟

وما هو موقف الأقوياء من الضعفاء؟ هذا ما نود أن نتحدث اليوم عنه...


***






أنواع الضعف






1- قد يوجد عند إنسان ضعف, لا ذنب له فيه:






مثال ذلك ضعف وصل إليه عن طريق الوراثة, أو ظروف ولادته. سواء كان ذلك الضعف فى جسده, أو فى قواه العقلية, أو فى مستوى اجتماعى ضعيف, أو فى أسرة لا تساعده على الحياة السويّة, أو أنه نشأ بأسلوب تربوى خاطئ ترك فى نفسيته ضعفات تتعبه فى مستقبل حياته...






ونلاحظ أن ضعف الجسد قد يقاسى منه الإنسان الروحى أيضاً. إذ لا يقدر على ممارسات روحية معينة بسبب ضعف جسده وعدم قدرته. فعلى الإنسان الروحى ألا يصيبه هذا بالإحباط, بل يعمل على قدر ما يحتمله جسده...






***






2- وقد يوجد شخص, أعصابه ضعيفة:






وهو لهذا السبب ضعيف الإحتمال, يثور ويغضب بسرعة, ويغضب بسرعة, ويخطئ فى غضبه. ويحتاج إلى انسان قوى وطويل البال ورحب الصدر, يمكن أن يحتمله. إذ يجب على الأقوياء أن يحتملوا ضعفات الضعفاء. ومعروف أن الإنسان القوى هو الذى يستطيع أن يحتمل. أما الغضوب الذى يثور ويخطئ إلى غيره, فهو الإنسان الضعيف...






على أن الغضوب يلزمه أن يعالج الضعف الذى فيه, أعنى الغضب:






وذلك بأن يبعد عن أسباب الغضب, وعن المجالات التى تثير أعصابه. فيمارس تداريب روحية فى البعد عن الغضب. ويقوّى أعصابه من الناحية الجسدية. ويتأنى فى انفعاله و فى ثورته. ويفكر فى النتائج السيئة لغضبه و نرفزته قبل أن يغضب. ويتدرب على ضبط النفس. كما يقرأ كثيراً عن الودعاء و الهادئين محاولاً أن يتاثر بسيرتهم ويتمثل بهم. ويحترس من أن يقول "هكذا طبعى"!فالمفروض أن ينتصر على طبعه...






***






3- هناك نوع آخر من الناس ضعيف فى ارادته:






فلخير الذى يقتنع به, يعجز عن تنفيذه. إذ تنتصر شهواته أو طباعه على اقتناعه,


فيضعف. أو قد يكون مثل هذا الشخص, من طبعه التردد. فإرادته لا تستطيع أن تقرر ما ينبغى أن يفعله. وإن قرّر شيئاً, لا يمكنه أن يثبت فيه, بل تراوده أفكار أخرى


وتوجد تداريب كثيرة لتقوية الإرادة. وقد يستطيع أن يقوىّ إرادته, عن طريق التغصب, وقهر الذات فى أخطائها, أو عن طريق الصوم. كما يصلح له أن يستشير مرشداً روحياً يثق تماماً بحكمته, ويخضع لإرشاده.
وإن كانت هناك عادة تسيطر عليه, ينبغى أن يقاومها, ولا يستسلم لها, لأن هذا الاستسلام يزيده ضعفاً على ضعف...


***






4- يوجد انسان آخر يتعبه ضعف إيمانه:






له إيمان نظرى, ولكن هذا الإيمان من الناحية العملية يمكن أن يضعف. وإن تعرض لمشكلة, ينهار أمامها ويخاف. ويدل انهياره على ضعف إيمانه بحفظ الله له ورعايته وحمايته. وإن صلى صلاة, ولم يشعر بإستجابة سريعة, يبدأ أن يشك فى جدوى الصلاة وفى معونة الله! بينما يكون الحلّ قادماً من عند الله, ولكن هذا الضعيف لم يستطيع أن ينتظر! بل هو يحتاج أن يثق بأن الله يعمل لأنقاذه, مهما بدا له أن المعونة قد تأخرت!






***






5- نوع آخر من الضعف هو ضعف النفسية:






وهذا النوع من الناس الضعاف النفسية يسمونهم أحياناً "صغار النفوس". وهم يقلقون بسرعة ويخافون ويضطربون, بل قد ينهارون ويبكون. وربما يقعون فى اليأس. وهم قليلو الأحتمال, وسريعو الإنفعال, ويحتاجون بأستمرار إلى من يسندهم. وقد يكون البعض منهم كبيراً فى سنّه, ولكن له نفسية الصغار..!






***






6- نوعيات اخرى من الضعف:






+ منها ضعف العقلية. ويتمثل فى من يتصفون بمستوى ضعيف فى درجة الذكاء, ويشمل ذلك ضعفاً فى الذاكرة...






+ وهناك أيضاً ضعف الشخصية. ومن صفاتها العجز عن التصرف السليم, وسهولة الأنقياد, وسرعة التحول, وعدم الثقة بالذات..






+ أما ضعف الروح فهو الذى يستسلم للخطيئة بدون مقاومة تُذكر, ولا يصمد أمام حروب الشياطين وإغراءات المادة وشهوات الجسد..






+ من بين أنواع الضعف أيضاً: ضعف الطفولة, وضعف الشيخوخة..






***






موقفنا من الضعفاء






إن كنت أنت ضعيفاً, فلا تيأس من ضعفك, بل حاول أن تعالجه.






وإن رأيت شخصاً ضعيفاً, فلا تحتقر ضعفه, بل تذكر الحكمة التى تقول:






"شجعوا صغار النفوس, إسندوا الضعفاء, تأنّوا على الجميع"..






لذلك افتحوا طاقة من الرجاء, لتضئ على الذين يسيرون فى الظلمة خائفين ومضطربين. امنحوهم ثقة, وحدثوهم عن تدخل الله فى حياتهم ولو فى آخر لحظة. وإحكوا لهم قصصاً عن الذين سقطوا وقاموا وصاروا من الغالبين, ومن الذين فشلوا اولاً ثم نجحوا أخيراً, ومن كفاح الضعفاء..


الانسان القوى, لا يجوز له أن يفتخر على الضعيف, ولا أن يستصغروه, ولا يشهر به. بل على العكس يشجعه, ويمنحه من القوة التى فيه التى منحه الرب إياها. والله نفسه- تبارك اسمه- يعتنى بالضعفاء, كما يعتنى بالأطفال, ويسندهم, ويشفق عليهم.






وكل انسان معرض للضعف أحياناً. والذى تدفعه الكبرياء إلى احتقار الضعيف, ما أسهل أن يضربه الشيطان فيضعف أو يسقط..!






***






معالجة الضعف






1- مهما كنت ضعيفاً, لا تيأس:






لا تفقد الأمل مطلقاً. لأن اليأس يحطم النفس, ويجعلك خائر القوى, تستسلم للضياع, وتستمر فى الضعف وفى الخطأ, وكأنه لا فائدة من الجهاد!! ضع أمامك أمثلة لمن كانوا فى حالة أسوأ من حالتك, وقد خلصهم الله من نقائصهم.






2- جاهد بكل ما عندك من قدرة مهما كانت ضئيلة.






وجهادك يدل على رغبتك فى القيام, متذكراً أن أطول مشوار كانت أوله خطوة, وأن أكبر مشروع ناجح كانت بدايته فكرة. وأن حفنة من القمح ترميها فى الحقل تنتج لك جوالات من الحنطة.






3- إبحث عن سبب ضعفك, وحاول أن تعالجه:






سواء كان فى داخل نفسك من صفة فيك, أو من تأثير خارجى عليك أن تقاومه وتبعد عنه. وأعرف أن كل مشكلة لها حلّ أو حلول, وأن كل باب مغلق له مفتاح أو عدة مفاتيح. وكل مرض له وسائل للعلاج..






4- اطلب معونة من الله, واجعل ضعفاتك مجالاً لصلواتك:






وكن واثقاً أن الله يسمع وأنه يستجيب, لأنه يحب الخير لك, ويعمل لأجل منفعتك. وعليك أنت أيضاً أن تعمل. فالمعونة التى تأتى من فوق يمكن أن تسند الضعف الذى يجاهد ولا يكل وكن باستمرار متفائلاً, متوقعاً خيراً. وليكن الله معك

reaction:
خادم أم النور
خادم أم النور
rabony333@gmail.com

تعليقات