" لا تكن كالمرائين
" ( متى 6 : 5 )
+ الرياء : هو أخو النفاق (Hypocrisy) وهو حديث الإنسان على خلاف ما يُبطن فى قلبه ، ويبدو
غير بما داخله ، ويتظاهر المُرائى بالتقوى والورع والصلاح ، وقلبه فاسد
وقد يتحدث بكلام يمتدح
فيه الإنسان ، وهو فى داخله يُضمر له السوء ، ويتمنى له الشر فى قلبه (لمصلحة
خاصة)
+ كما قال القديس
بولس الرسول عن المرائين " إن لهم صورة التقوى (الظاهرية) ولكنهم
يُنكرون قوتها " ( 2 تى 3 : 5 )
+ ومن تلك
النوعيات " المرائية " الفريسيون وغيرهم
من رجال الدين اليهود الماكرين ، الذين كانوا يأتون للسيد المسيح ، ليس بقصد طلب
العلم ، وإنما لإيقاعه فى الخطأ ، لكى يشتكوا عليه لدى الرومان ، لعقابه بتهمة
سياسية
+ ومثل يهوذا
الأسخريوطى الذى كان من التلاميذ ، وقام بالوعظ ، ولكن قلبه كان مُتعلقاُ بمحبة
المال (مت 26 : 49) وكان منافقاً فى كلامه للرب ، وسلوكه معه
+ ويشتهر المراؤون
بميلهم للبر الذاتى ( إش 65 : 5 ) ، ( لو 18 : 11 ) والطمع (حز 33 : 31 ) والتظاهر
أمام الناس بالفضيلة والتقوى ( مت 6 : 2 – 16 ) ، ( مت 23 : 5) ، وعمل
الخير الكثير أمام الناس ، طلباً للمجد الباطل ( محبة المديح )
+ وهم غيورون على
طقوس الدين ظاهرياً (إش 58 : 2) ، ولكنهم قساة
وظالمون للأرامل ( مت 23 : 14 )
+ والمرائى مُحب
للكبرياء ، والمراكز الرفيعة ، والميل للثناء ، والغضب من النقد المفيد ، ولذلك
فعبادتهم مرفوضة ( إش 1 : 11 – 15 ) ، ( مت 15 : 9 )
+ وإن كان السيد
المسيح قد أشفق على الخُطاة ( الجهلاء روحياً ) ، فقد حَملَ بشدة على العلماء
وكبار رجال الدين ، وكذلك الكتبة والفريسين المرائين ( راجع متى 23 )
+ وقد صب عليهم
الويلات الكثيرة ( مت 23 ) ، موضحاً أنهم عثرة فى سبيل نمو
العبادة ، بسبب وضع طقوس جافة ، وبلا روح ولا رحمة ، ولا تساعد على الخلاص من الشر
+ وقد كشفهم السيد
المسيح ووبخهم على نفاقهم وريائهم ، كما قال معلمنا متى البشير ، إن الفريسين
تشاوروا لكى يصطادوا السيد المسيح بكلمة ، وسألوه قائلين : " يا
معلم نعلم أنك صادق ، وتُعلم طريق الله بالحق ، ولا تُبالى بأحد ، لأنك لا تنظر
إلى وجوه الناس (لا تُحابى أحداً) : أيجوز أن تُعطى جزية لقيصر ؟ "
+ وأضاف القديس
متى قائلاً : " فعلم يسوع خُبثهم ، وقال لهم : " لماذا تجربونى يا
مُراؤون ؟! ... اعطوا ما لقيصر لقيصر ، وما لله لله " (مت 22 : 15 – 21) ففشلوا
فى مكيدتهم الدينية والسياسية الخبيثة ، وذات النية الدنسة
+ ويذكر التقليد
أن المرائين والمنافقين سيكونون فى أعمق درجات جهنم ، يوم الدين
+ ولذلك
فلنكن صُرحاء مع أنفسنا ، ومع الناس الذين نعيش ، أو نتعامل معهم ، لتزداد ثقتهم
بنا ، ويرضى الله عنا
+ ولنعلم جيداً
أن الرياء والنفاق من أخطر الخطايا ، ولهذا فقد هاجم
السيد المسيح كل نوعيات المرائين ، ودعا إلى العبادة فى الخفاء ،
لينال المرء الجزاء فى السماء ، وليس من المجد الباطل ( محبة المديح والثناء من
الناس )
+ فاعمل ( يا أخى
/ يا أختى ) الخير الكثير ، باستمرار ، حباً فى الله ، وفى الخير ، ومحبة حقيقية
للمحتاجين ، وليس طمعاً فى نوال تطويب أو مكافأة من كلام الناس ، كما قال المُخلص
فى ( مت 6 : 1 – 5 ) ، وكما طوب أنقياء القلب ( مت 5 : 8 )
تعليقات
إرسال تعليق