المسيح قام +++ حقاً قام
+ إننى في مناسبة قيامة السيد المسيح، أقول لكل خاطئ يسعى إلى التوبة:
قام المسيح الحى هل مثل المسيح تراك قمت
أم لا تزال موسداً فى القبر ترقد حيث أنت
+ والحديث عن القيامة من الخطية، هو نفس الحديث عن القيامة من أية سقطة.وقد يحتاج الأمر إلى دعوة للقيامة، أى إلى حافز خارجى
+ مثال ذلك كرة تدحرجت من على جبل. تظل هذه الكرة تهوى من أسفل إلى أسفل، دون أن تملك ذاتها، أو تفكر في مصيرها. وتظل تهوى وتهوى تباعاً، إلى ان يعترض طريقها حجر كبير،فيوقفها، وكأنه يقول لها "إلى أين أنت تتدحرجين؟! وماذا بعد؟! "فتقف. إنها يقظة أو صحوة، بعد موت وضياع.. تشبه بالقيامة..
+ أو مثال ذلك أيضاً فكر يسرح فيما لا يليق.. كإنسان يسرح في فكر غضب أو انتقام، أو في خطة يدبرها، أو في شهوة يريد تحقيقها، أو في حلم من أحلام اليقظة. ويظل ساهماً في سرحانه، إلى أن يوقفه غيره، فيستيقظ إلى نفسه، ويتوقف عن الفكر. إنها يقظة أو صحوة، أو قيامة من سقطة.
+ هناك أيضاً القيامة من ورطة، أو من ضيقة. قد يقع الإنسان في مشكلة عائلية أو اجتماعية يرزخ تحتها زمناً، أو في مشكلة مالية أو أقتصادية لا يجد لها حلاً. أو تضغط عليه عادة معينة لا يملك الفكاك من سيطرتها. أو تملك عليه جماعة معينة أو ضغوط خارجية، لا يشعر معها بحريته ولا بشخصيته، ولا بأنه يملك إرادة أو راياً..
وفى كل تلك الحالات يشعر بالضياع، وكأنه في موت، يريد أن يلتقط أنفاسه ولا يستطيع.. إلى أن تفتقده عناية الله وترسل له من ينقذه، فيتخلص من الضيقة التي كان فيها. ولسان حاله يقول:
" كأنه قد كتب لى عمر جديد ". أليست هذه قيامة؟ إنها حقاً كذلك.
+ القيامة هي حياة من جديد. ما يسمونه بالإنجليزية Revival.
+ حياة جديدة يحياها إنسان، أو تحياها أمة أو دولة، أو أية هيئة من الهيئات.. أو يحياها شعب بعد ثورة من الثورات التي تغير مصيره إلى أفضل، وتحوله إلى حياة ثانية، حياة من نوع جديد. فيشعر أن حياته السابقة كانت موتاً، وأنه عاد يبدأ الحياة من جديد..
ويود أن حياته السابقة لا تحسب عليه. إنما تحسب حياته من الآن.
+ إن القيامة يا أخوتى، ليست هي مجرد قيامة الجسد. إنما هناك حالات أخرى كثيرة توحى بها القيامة، أو تكون القيامة رمزاً لها.. وتبدو فيها سمات حياة أخرى.
ونحن نرجو من الله أن يجعل سمات القيامة في حياتنا باستمرار.
+ عمليات تجديد وحياة أخرى، تسرى في دمائنا أفراداً وهيئات.. كما قال الكتاب عن عمل الله في الإنسان إنه "يجدد مثل النسر شبابه" (مز 103). وأيضاً كما قيل في نبوة اشعياء "وأما منتظرو الرب، فيجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون. يمشون ولا يعيون" (أش40: 31)
+ إلهنا الصالح، نسأله في روح القيامة، أن يهبكم جميعاً قوة في حياتكم، ونسأله أن تحيا بلادنا حياة متجددة باستمرار، فيها الصحوة وفيها النهضة وفيها روح القيامة، في عزة وفى مجد وفى قوة.
وأمنياتى لكم جميعاً بالسعادة والبركة وكل عام وجميعكم بخير
تعليقات
إرسال تعليق