القائمة الرئيسية

الصفحات

مشاركات المدونة

إعادة الوحدة عام 433 بين السكندريون والأنطاكيون


أرسل نسطور إلى دير Euprepius وفى عام 435م نُفى إلى Petra فى العربيةArabia وبعد ذلك إلى صحراء مصرحيث مات حوالى عام 449م. ([1])
 لم ينه رحيل نسطور الخلاف، فقد تحطمت أواصر الشركة بين الطرفين وسعى الإمبراطور نفسه مستخدماً سلطانه ونفوذه ليعيد السلام، وبالفعل حققت مساعيه النتائج المرجوة. وفى عام 433م  أرسل يوحنا الأنطاكى بولس أسقف حمص إلى الإسكندرية ومعه اعتراف بالإيمان (أى وثيقة تعلن إيمان يوحنا) وقبله كيرلس، وأرسل إلى يوحنا رسالته المشهورة التى أعادت الوحدة، والتى تضمنت جزءًا من اعتراف يوحنا يؤكد وحدة شخص السيد المسيح والاستمرارية غير المختلطة وغير الممتزجة للاهوت والناسوت فيه.[2]
وورد فى هذا النص ما يلى : [فيما يخص العذراء والدة الإله كما نعتقد ونقول، وفيما يخص كيفية تأنس ابن الله الوحيد... من الضرورى أن نتكلم بكلمات قليلة -بدون إضافة شئ- بل فى ملء اليقين، كما قد استلمنا الإيمان منذ البداية من الكتب المقدسة ومن تسليم (تقليد) الآباء القديسين، ودون أن نضيف شيئاً بالمرة على إيمان الآباء القديسين الموضوع فى نيقية. وكما سبق وقلنا فإن الإيمان الموضوع فى نيقية هو كافٍ لكل معرفة التقوى وللكرازة العلنية ضد كل تعليم هرطوقى ردئ السمعة. وسوف نتكلم دون أن نقتحم بجسارة الأمور التى لا يمكن البلوغ إليها. ولكننا، ونحن نعترف بضعفنا، فإننا نستبعد أولئك الذين يرغبون فى أن يقحموا أنفسهم فى الأمور التى يعلو الفحص فيها على الإنسان. لذلك  نعترف أن ربنا يسوع المسيح، ابن الله، الوحيد، هو إله كامل وإنسان كامل ذو نفس عاقلة وجسم، وهو مولود من الآب قبل الدهور بحسب لاهوته، وأنه هو نفسه فى الأيام الأخيرة، من أجلنا ومن أجل خلاصنا وُلد من مريم العذراء بحسب ناسوته، وهو نفسه، له الجوهر نفسه مع الآب، بحسب لاهوته، وله نفس الجوهر الذى لنا بحسب ناسوته. لأنه قد حدث اتحاد بين الطبيعتين. لأجل هذا نعترف بمسيح واحد، ابن واحد، رب واحد. وبحسب هذا الفهم للاتحاد بدون اختلاط نعترف بأن العذراء القديسة هى "والدة الإله"، لأن الله الكلمة قد تجسد وتأنس، ومنذ الحمل به اتحد بالهيكل الذى أخذه منها، مع ذاته. ونحن نعرف أن اللاهوتيين ينسبون بعض أقوال البشيرين والرسل عن الرب باعتبارها تشير بصفة عامة إلى شخص واحد، ويقسمون أقوالاً أخرى بأنها تشير إلى طبيعتين، فتلك التى تليق بالله ينسبوها إلى لاهوت المسيح، أما تلك الأقوال المتواضعة فينسبونها إلى ناسوته.][3]
-----------------------------------------------------------------
 [1]Cf. Samuel, V. C., The Council of Chalcedon Re-Examined,Senate of  Serampore College, Madras, India, 1977, p. 8.
[2] Ibid.
[3] The Fathers of the ChurchSt. Cyril of Alexandria, Letters (1987) translated by John I. McEnerney, The Catholic University of America Press (CUA), Washington, D.C., Letter to John of Antioch, Vol. 76, par. 3, p.148-149.
reaction:
خادم أم النور
خادم أم النور
rabony333@gmail.com

تعليقات