" أنا قد أنهضته بالنصر " ( إشعياء 45 : 13 )
+ يعلم الله ضعف الإنسان ، لذلك فهو دائماً يشجعه ويسنده ويساعده ، كما نردد فى " صلاة الشكر " .
+ وفى رسائله إلى ملائكة ( خدام ) الكنائس السبع ، ختم الرب كل رسائله بعبارة تشجيعية " من يغلب " ؟! ، ويعقبها ببركة معينة لمن يُطيعه ( ويقول المثل العامى : " المخالف حاله تالف " ) .
+ وهذه الغلبة نجدها واضحة ، فى حياة الآباء القديسين المُجاهدين مع النعمة ، طول العمر .
+ فأبونا إبراهيم استطاع أن ينتصر على كل مشاعر الأبوة ، حينما تقدم بإيمان لكى يقدم إبنه محرقة للرب ( تك 22 ) بناء على أمره .
+ وانتصر يوسف الصديق على الإغراء الشديد جداً مع أنه كان عبداً عند سيدته الفاسدة ، ويعرف مصيره عند رفض أوامرها ، وهو الحبس فى السجن ( تك 38 ) على الأقل ، إن لم يكن القتل !! .
+ وجاهد آباء البرية ضد عدو الخير فى بيئة صحراوية قاحلة صعبة جداً ، وهذا مثال عملى لكل نفس تجاهد فى العالم ضد عدو الخير .
+ وكثير من المؤمنين والشهداء والمعترفين ، جاهدوا بشدة مع النعمة المساندة حتى أنضموا إلى الكنيسة المنتصرة ، وقادهم الرب فى موكب نصرته ( 2 كو 2 : 14 ) فعظُم انتصارهم بالذى أحبهم ( رو 8 : 37 ) .
+ وإن أهم انتصار للإنسان هو : انتصاره فى داخله فى الأساس . وهو المبدأ المسيحى السليم .
+ ويقول قداسة البابا شنودة : " إذا انتصرت فى داخلك – على نفسك – يمكنك الإنتصار فى كل الحروب الخارجية ، ولا يقوى شئ منها عليك " ، فحاول تنفيذ هذه النصيحة الهامة .
+ وقال الشيخ الروحانى : " إذا حوربت بالرئاسة ، فقل لنفسك : " إن أفكارى ومشاعرى وحواسى ، هى التى أقامنى الله عليها رئيساً لكى أدبر أهل بيتى ( حواسى ) حسناً " .
+ ولا شك أن الخاطئ هو مغلوب من ذاته ، ومن محبته للخطية ، فالغاضب مغلوب من غضبه ، والزانى مغلوب من الشهوة ... وهكذا .
ولذلك يجب أن يحب الإنسان الله أكلر من أى شئ آخر .
+ ولا تقل " إن العثرات الخارجية ، هى التى تقوى علىّ فتغلبنى " .
+ والبار " نقى " من الداخل ، وأبوابه الداخلية ( قلبه + عقله ) مسدوده أمام كل أفكار الشيطان ، كقول المرنم لنفسه : " سبحى الرب يا أورشليم ( النفس ) ، لأنه قوّى مغاليق أبوابك ( حواسك ) ، وبارك بنيكِ فيكِ " ( مز 147 : 12 – 13 ) .
ونفس المعنى فى سفر النشيد : " أختى العروس جنة مُغلقة ، عين مُقفلة ، ينبوع مختوم " ( نش 4 : 12 ) . أى طهارة القلب والذهن .
+ وأعلم ( يا عزيزى / عزيزتى ) أن الشيطان يأتى كثيراً ليقرع على بابك ، فإن فتحت له ( أعطيته ذهنك ) يدخل ويعبث فى اروقته ، ويتعبك ، أما إذا لم تفتح له ، يتركك ، ويمضى ليبحث عن شخصية فارغة ، يتسلى بها ويُتعبها .
+ والنصيحة الآن :
أطلب معونة الله ، ولا تيأس ، ولا تستسلم لفكر عدو الخير ، أو أفكار أهل السوء .
تعليقات
إرسال تعليق