القائمة الرئيسية

الصفحات

مشاركات المدونة

إلهي .. أنت تحتضن وجودي برعايتك تسهر علىّ وكأنك نسيت الخليقة كلها .. تهبني عطاياك وكأني أنا وحدي موضع حبك ( القديس أُغسطينوس)

المدينة العجيبة

طار النوم من عينيّ القائد طوال الليلة، فقد أذهله تصرف شعب المدينة. لقد خرجوا إلى الكتيبة العسكرية يقدمون لهم طعامًا وشرابًا، يخدمونهم بفرحٍ وسرورٍ دون سابق معرفة، وبغير انتظار كلمة شكر. سأل القائد عن سبب هذا الكرم، فقيل له إنهم يفعلون هذا من أجل إله السماء، الذي يطالبهم أن يكونوا محبّين للجميع.

في الصباح صمم القائد أن يسير في شوارع المدينة ليترقب تصرفات شعبها العجيب. وإذا به يقف أمام ساحة القضاء. دخل ليرى القاضي قد وقف في حيرة بين رجلين: الأول يصر أن الكنز الذي وجده في الأرض ليس ملكه فقد اشترى الأرض بدون الكنز، وهو يريد أن يُسلم الكنز لبائع الأرض! والثاني يصر ألا يستلم الكنز فقد باع الأرض بكل ما فيها.

دُهش القائد باخوميوس، فقد اعتاد أن يجد الناس يشتكون بعضهم بعضًا ليدافع كل عن حقه، أما في هذه المدينة المسيحية "إسنا" فكل إنسان يُصر أن يعطي لا أن يأخذ. تُرى ماذا يكون هؤلاء؟! هل هم بشر سمائيون؟ أو لعلهم ملائكة أرضيون؟!

فرح باخوميوس واضعًا في قلبه أن يعيش كل حياته مثلهم. يتحد بإلهه ويحب كل البشرية. ولم تمضِ سنوات حتى صار مؤسسًا لنظام الشركة الرهبانية، حيث يمارس الإنسان الحب المسيحي!

V V V

reaction:
خادم أم النور
خادم أم النور
rabony333@gmail.com

تعليقات