سأتوب الان وليس غدا فهذه اللحظه في يدي ولكن الغد في يد الله (القديس ثيؤفان الناسك)
صـوت أقـدام أمـي
في طريقي إلي كنيسة الشهيد مارمينا بهومديل مع بدء الصوم الكبيرتذكرت سؤالاً كثيرًا ما يردده بعض الأطفال والصبيان: "هل من ضرورة للصوم؟ إن كان الله قد خلق هذا العالم الجميل من أجلي، فلماذا يحرمني من المتمتع بالطعام الشهي؟ هل في الطعام نجاسة أو في الأكل خطية؟" تذكرت قصة الطفل الصغير جون:
في اليوم الأول لذهاب جون إلي الحضانة تركته والدته هناك بين الأطفال الصغار, كان جون متهللاً إذ سرعان ما وجد من بين الأطفال من يصادقه ويتحدث معه كما وجد مدرسًا رقيقًا يهتم به ويلاطفه، ورأى الكثير من اللعب الجميلة المدهشة. لكنه في نفس الوقت كان حزينًا لأن والدته قد تركته. هذه هي المرة الأولي التي فيها تتركه والدته.
شعر جون بالجوع فقدم له المدرس طعامًا شهيًا. وإذ بدأ يأكل ترك الطعام وجري نحو حقيبته. ودهش المدرس لتصرفه فجري نحوه وسأله: "ألم يعجبك الطعام؟ أم تريد أن تأكل من طعام والدتك؟" لم يجب جون بكلمة واحدة، ولم يعر المدرس أي انتباه. وإذ حاول المدرس أن يثير انتباهه قال جون: "ماما قادمة. إني اسمع صوت أقدامها علي السلم. إني استعد لكي اذهب معها".
دهش المدرس أنه لم يسمع صوت أقدام الأم بينما سمع جون ذلك وأدرك أنها أقدام أمه. لقد ترك جون الطعام الشهي ولم ينشغل بشيء أو بأحد وإنما كان يستعد للقاء مع أمه المحبوبة لديه جدًا!"
هكذا نعيش نحن في هذا العالم كما في الحضانة تترقب مجيء محبوبنا ربنا يسوع. العالم جميل والطعام عطية من الله، لكن شوقنا لمجيئه يبعث فينا الرغبة الصادقة ألا ننشغل بطعام أو شراب، ولا أن نقلق قط، فإن محبوبنا قادم ليحملنا علي ذراعيه ويدخل بنا إلي بيتنا السماوي!
هب لي أن أصوم عن الطعام.
هب لي أن أصوم عن كل ارتباك.
فتستعد نفسي لمجيئك!
إني اسمع صوت قدميك قادمتين إليَّ!
مواعيدك صادقة وأمينة.
"ها أنا آتي سريعًا!"
نعم تعال أيها الرب يسوع!
لن يشغلني طعام العالم.
حبك هو خبز الحياة!
تعليقات
إرسال تعليق