إذا يا اخوتي الأحباء ليكن كل إنسانٍ مسرعًا في الاستماع، مبطئا في التكلم، مبطئا في الغضب (يع 1 : 19)
أثر الغضب
كان محسن دائم الغضب والثورة، مقدمًا الأعذار. وكان والده يشجعه أن يحيا كسيده الذي لا يصيح ولا يسمع أحد صوته. كان يردد كلمات القديس يوحنا ذهبي الفم: "لا يُعالج الخطأ بخطأ أعظم". فإن الغضب خطأ خطير. لا ندافع عن الحق بالغضب ، في أحد الأيام أعطى الأب لابنه مجموعة من المسامير، وقال له: كلما غضبت ضع مسمارًا في سور الحديقة، ثبته بقوة. وفي أول يوم أحصى عدد المسامير فوجدها تقارب الخمسين. ذهل محسن من نفسه كيف يثور حوالي خمسين مرة في يومٍ واحدٍ ، كان يصرخ إلى الله لكي يعينه على ممارسة الهدوء والاحتمال عوض الغضب والثورة. بالفعل صار الرقم يتنازل تدريجيًا حتى جاء اليوم الذي فيه لم يغضب مرة واحدة طوال اليوم ، فرح الأب بابنه وقدم له هديه عظيمة، ثم سأله أن يذهب إلى السور ويقتلع كل المسامير. بالفعل اقتلع محسن المسامير وهو متهلل القلب. وجاء محسن إلى أبيه يقول له: "أشكر الله أنه قد نزع عني خطية الغضب التي أفسدت عيني زمانًا هذا مقداره" ، انطلق الاثنان نحو السور، وفي اعتزاز قال محسن لأبيه: "انظر يا أبي فإنه لم يعد يوجد مسمار واحد في السور". فرح الأب بما بلغه ابنه. لكنه قال له: "انظر، لقد زالت المسامير، لكن أثرها لا تزال على السور. قد يتخلص الإنسان من الغضب، لكن أثاره القديمة يصعب إزالتها.
+++
انزع عنى روح الغضب،
فأسلك كما يليق بابن لك يحمل روح الوداعةوطول الأناة.
من يغضب على أخيه لا يقدر أن يمارس برك.
لتهبني برك فلا أخطئ.
V V V
تعليقات
إرسال تعليق