القائمة الرئيسية

الصفحات

مشاركات المدونة

ما معنى قول الرب فى سفر التكوين "وأنا أطلب دمكم لأنفسكم" (تك9 : 5).

قال الله فى مناسبة التصريح بأكل لحم الحيوان لأول مرة (تك9 : 3). فصرح بسفك دم الحيوان لأكله. ولكن لا يؤكل بدمه "غير أن لحماً بحياته دمه لا تأكلوه" (تك9 : 4). وفى العهد الجديد أيضاً منع أكل الدم (أع15 :29). ومنع الله سفك دم الإنسان، إلا فى عقوبة القاتل. فقال "سافك دم الإنسان (بيد) الإنسان يسفك دمه" (تك9 : 6). ويعتبر هذا تصريحاً بإعدام القاتل، لأنه سفك دم إنسان، فينبغى أن يسفك دمه عقاباً له. ولكن ماذا عن المقتول؟ يقول الرب : "وأطلب أنا دمكم لأنفسكم" (تك9 :5). فكل إنسان يقتله غيره غدراً، الله يطالب بدمه. كما قال الله لقايين أول قاتل على الأرض "صوت أخيك صارخ إلىّ من الأرض. فالآن ملعون أنت من الأرض التى فتحت فاها، لتقبل دم أخيك من يدك" (تك4 : 10 ، 11). وهكذا قال الله لليهود "يأتى عليكم كل دم زكى سفك على الأرض، من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذى قتلتموه بين الهيكل والمذبح" (مت 23 :35). وهكذا أيضا قال الشهداء فى سفر الرؤيا "حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضى وتنتقم لدمائنا من الساكنين فى الأرض" (رؤ 6 : 9 ،10). وأنتم قتلوكم غدراً – يقول الرب – فأنا سأطلب دمكم. أى أطالب قاتليكم بهذا الدم الزكى، كما طالبت قايين: على أن هذه العبارة لا تُقال فقط حرفياً على قتل الجسد وسفك دمه، وإنما أيضاً على القتل الروحى. أى قتل الإنسان روحياً بالغواية أو الإهمال فى الرعاية. وقد ورد هذا المعنى فى سفر حزقيال النبى بصراحة، إذ قال الرب لمن جعله رقيباً على الناس. "إذ قلت للشرير موتاً تموت، وما أنذرته أنت ولا تكلمت انذاراً للشرير من طريقه الرديئة لإحيائه، فذلك الشرير يموت بإثمه. أما دمه فمن يدك أطلبه. وإن أنت أنذرت الشرير ولم يرجع عن شره، ولا عن طريقه الرديئة، فإنه يموت بإثمه. أما أنت فقد نجيت نفسك" (حز3: 18 ، 19). وتكررت نفس العبارة فى (حز33 : 8). "وأما دمه، فمن يدك أطلبه" كأنه قتل روحى. والله يطلب دمه. هذا الكلام لا نقوله فقط لرجال الكهنوت، وإنما أيضاً للآباء والأمهات الذين لا يربون أبناءهم فيهلكون. فيطالب الله آباءهم وأمهاتهم بدم هؤلاء الأبناء.. وهكذا فعل الله مع عالى الكاهن، وعاقبه على خطيئة أولاده (1صم2). ولعل هذا يُقال أيضاً عن العثرات التى نسببها للناس، ويهلكون بها روحياً. إنسان يتسبب فى خطية إنسان آخر فيهلك، فيطالبه الله بدمه، لأنه كان السبب فى هلاكه. ولعلك تذكر كل ذلك فى صلاتك حينما تقول فى المزمور الخمسين "نجنى من الدماء يا الله إله خلاصى" (مز50). بينما أنت لم تقتل أحد جسدياً. ولكن نجنى يارب من الدماء التى تطالبنى بها، التى أعثرتها فسقطت. أو إنسان تغدر به أو تظلمه، أو توقعه فى كارثه، وأنت من خدام الكنيسة، فيترك الله والكنيسة بسببك. وهذا أيضاً يطالبك الرب بدمه
reaction:
خادم أم النور
خادم أم النور
rabony333@gmail.com

تعليقات