كلمة إنجيل تعنى أحد البشائر الأربع، التى كتبها متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وتعنى أيضاً مجرد عبارة "بشارة مفرحة". الذى أراد المسيح أن يؤمن به الناس هو هذه البشارة المفرحة، بشرى الخلاص، أو بشرى اقتراب الملكوت.. ولكنه لم يقصد مطلقاً الإيمان ببشارة مكتوبة كأحد الأناجيل الأربعة. ولهذا قبل صعوده إلى السماء، لم يطلب من تلاميذه أن يبشروا بإنجيل مكتوب، وإنما قال "تلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم.. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت28 : 19 ، 29). وهكذا قيل عن السيد المسيح كان يعلم الجموع، ويكرز ببشارة الملكوت (مت4 : 23). ونفس عبارة الإنجيل بهذا المعنى: كما قيلت عن السيد المسيح، قيلت عن بولس الرسول. فكتب إلى أهل غلاطية يقول "إن الإنجيل الذى بشرت به، ليس هو بحسب إنسان، لأنى لم أقبله من عند إنسان ولا عُلمته، بل باعلان يسوع المسيح" (غل1 : 11 ، 12). ولا يوجد إنجيل بشر به بولس، إنما يعنى هذه الكرازة، أو هذه البشارة المفرحة. ومع ذلك قال: صعدت إلى الرسل فى أورشليم. وعرضت عليهم الإنجيل الذى أكرز به بين الأمم" (غل2 : 2). ويقصد كرازته وبشارته وليس إنجيلاً مكتوباً... فتؤخذ كلمة إنجيل بمعناها اللغوى، وليس الاصطلاحى. وهكذا قال "لما رأيتهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الإنجيل.." (غل1 : 14). أى حسب تعليم الرب، وليس حسب كتاب مكتوب
تعليقات
إرسال تعليق