هو أحد الأعياد المسيحيه الكبري والتي تتمثل في أعياد (الميلاد والغطاس والقيامه) ويسمي هذا العيد (عيد الأبيفانيا) اي عيد الظهور ويلاحظ الآتي:
أ - ظل الأحتفال بعيد الغطاس يتم مع عيد الميلاد المجيد حتي قرب نهايه القرن الرابع ثم فصل العيدان عن بعضهما نظرا لأهميه كل منهما وحتي يكرم كل منهما بما يليق بجلاله .
ب - كان المسيحيون يعمدون الأطفال والكبار في هذا العيد وبالعماد يصبح الشخص المعمد مسيحيا . لأن المعموديه هي الطريق الذي رسمه السيد المسيح لينال المؤمنون به الخلاص (من آمن وأعتمد خلص) [مر 16 :16]
ج - تسمي المعموديه بحميم الميلاد الجديد وحميم الخلاص . كما تدعي باب الأسرار . كما تسمي الصبغه فالكلمه اليونانيه للمعموديه هي (بابتزما) أي الصباغه الجيده حتي تمام تشرب الصبغه .
د - تعمد السيد المسيح بنزوله في نهر الأردن لذلك تتم المعموديه بالتغطيس . كذلك فأن المعموديه تتم مره واحده ولا تتكرر لأنها مثال موت السيد المسيح ودفنه . ويتم تعميد الكبار بعد تلقينهم مباديء الأيمان المسيحي . اما الأطفال الصغار فعلي ايمان والديهم الذين
يتعهدون بتربيتهم وتنشئتهم تنشئه دينيه في خوف الله وتعاليمه.
هـ - من عاده الشعب المسيحي ان يأخذوا معهم عند انصرافهم من الكنيسه جزء من المياه المقدسه من (لقان الغطاس) ويحتفظون بها في بيوتهم للتبرك بها وشفاء امراضهم بعد ان تقدست المياه بالصلاه . وذلك برشم الجبهه والحواس والقلب.
و - سمي هذا العيد ايضا بعيد الأنوار حيث كانت الكنيسه ترمز الي مفهوم الأنوار الألهيه في عيد الغطاس بالشموع الكثيره في طقس هذا العيد . ونفس الشيء كان في البيوت ايضا . حتي ان بعض الكنائس الغربيه أطلقت عليه أسم عيد الشموع (Candlemas day).
ز - وقد كتب بعض المؤرخين من أخوتنا المسلمون عن كيفيه الأحتفال بعيد الغطاس كثيرا وخاصه في عهد الخلفاء الفاطميين فقالوا (من رسم النصاري في هذا العيد أنهم كانوا يزينون كنائسهم بالشمع وجميع انواع الزينات وكان عيدا عاما وموسما جليلا في القاهره والفسطاط وجميع بلاد القطر . يباع فيه من الشموع المزهره بالأصباغ المليحه والتماثيل البديعه . ويعلقون منها في الأسواق والدكاكين شيئا يخرج عن الحد في الكثره والملاحه .
ح - ويقول ايضا (كان عيد الغطاس في الديار المصريه عيدا رسميا يشترك فيه حاكم البلاد وهو من مواسم النصاري ويقع في اليوم الحادي عشر من شهر طوبه) ويقول بعد أن وصف مظاهر الأحتفال الرائع بهذا العيد (و بالجمله كانت ليله عيد الغطاس في أيام دوله بني الأخشيد أحسن الليالي بمصر وأشملها سرورا ولا تغلق البوابات التي كانت مركبه علي أفواه الدروب والحارات بل تبقي مفتوحه الي الصباح ويغطس أكثر الناس في النيل ويقولون ان ذلك امان لهم من الأمراض ومناعه لأجسامهم من انتشار العلل)
ط - ويقول ايضا (و اذا رأينا أقبال الناس علي مص القصب في هذه الليله وأعتباره من الضروريات فهي عاده قديمه جدا أدخلها الفاطميون في رسوم دولتهم)
ي - وقال أيضا (توقد المشاعل والأنوار في البر والبحر وتري أشعتها وقد أخترقت كبد السماء وصعدت الي الجو فزينت السماء ثم تنصب لرؤساء النصاري خيامهم وتوقد لهم الشموع والمشاعل . ويجلس الرئيس ومعه أهله . ثم يجيء القساوسه والرهبان بالصلبان والشموع والمباخر وقد أوقدوا فيها النار ووضعوا فيها البخور . ويقيمون قداسا طويلا بين الزينات والأنوار الكثيره الآخذه بالأبصار حتي اذا كان وقت الغطاس وأنتهي القداس نادي المنادي في الناس أن ينزل المسيحيين الي البحر . وما يكاد أن ينتهي من ندائه الا وتري الناس يلقون بأنفسهم في النيل لا فرق بين مسلم ونصراني ويغطسون في الماء . ثم ينصرفون وبذلك ينتهي العيد .
أما في زماننا الحاضر فلم يبق من عادات عيد الغطاس الا مص القصب وأكل القلقاس وذلك في بعض العائلات القديمه وعند أهل القري والريف بمصر
تعليقات
إرسال تعليق