أجتمع الشياطين برئاسة إبليس في مجمع تدبيري لمناقشة خطة الحرب ضد التائبين والمؤمنين … وطلب الرئيس من الأعضاء اقتراحات بشأن أحدث الخطط لإهلاك المؤمنين.
فقال أحد الأبالسة: إننا نشككهم في وجود الله …
وقال آخر : إننا نشككهم في الكتاب المقدس.
واقترح ثالث: أننا نشككهم في الأبدية.
ونادى الرابع: أن يخدعهم بالشهوات والمغريات.
وهكذا توالت الاقتراحات … ولكنها لم تحظ برضي رئيس المؤتمر لأنها خطط قديمة، جربت ولم تأت بنتائج مضمونة لأنه بالرغم من تلك فقد أفلت الكثيرون. ودخلوا حظيرة الإيمان …
فانبرى شيطان محنك ليضع أحدث النظريات وأنجحها لإهلاك الناس.
فقال نحن نؤكد لناس أن الله موجود، وأن هناك حساب وعقاب ونعيم وجحيم، وأن الكتاب المقدس صحيح وسليم، وأن التوبة لازمة وضرورية، … وقبل أن يسترسل في الحديث قاطعه الجميع في ثورة قائلين أنها خطة فاشلة … واعترضوا على ذلك بشدة
فأشار لهم رئيس المتكأ ليتركوا لصاحب الاقتراح الفرصة حتى ينتهي من شرح خطته …
فقال صاحب الاقتراح الخبيث … وبعد أن نؤكد للإنسان هذه الأمور سيطمئن إلينا ويثق في مشورتنا … وعندما يهم ليتخذ الخطوة الإيجابية في التوبة … نشير عليه بأن يؤجل ذلك الأمر اليوم ليبدأ التوبة في الغد … حتى يستطيع أن يودع الخطية اليوم ويشبع منها … وهكذا كلما عزم على التوبة يؤجلها لفرصة أخرى … حتى تنتهي أيامه ونفوت عليه فرصة التوبة … فصفق له الجميع وأشادوا بحكمته. منذ ذلك الحين … والناس تتهاوى فرادى وجماعات في الهوة السحيقة … ليس لأنهم لا يؤمنون بالله والكتاب والأبدية … ولكن لأنهم مجرد يؤجلون توبتهم وتضيع عليهم الفرصة …
فاحذر يا أخي من هذا الفخ المخفي … وهذه الحيلة الخبيثة. واسمع قول الكتاب "اليوم أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم." (عب7:4).
لا تؤجل توبتك للغد فربما ترحل اليوم …
وربما يأتي الغد وتجد نفسك مشغولا ومرتبكا بأمور كثيرة …
وربما في الغد يتقسى قلبك وتضيع تأثيرات الروح …
إن افضل وقت للتوبة هو الآن … "هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص. وفي وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك." (2كو2:6).
ليعطك الرب نعمة الآن لتتوب
تعليقات
إرسال تعليق