كرد فعل على النشاط النسطورى فى الشرق، ظهر تعليم متطرف فى الدفاع عن عقيدة الطبيعة الواحدة المتجسدة لكلمة الله التى علّم بها القديس أنبا كيرلس الكبير وذلك فى شخص أوطيخا Eutyches رئيس دير أيوب بالقسطنطينية.
ادّعى أوطيخا Eutyches (يوطيخوس، يوطيخا)، الذى كان صديقاً للبابا كيرلس، أنه تلقى من اللاهوتى السكندرى العظيم نسخة من قرارات مجمع أفسس431م، واحتفظ بها منذ ذلك الحين، وكان مؤيّداً قوياً لا يكل للجانب السكندرى فى العاصمة، ولأنه كان رئيس دير أيوب فى الربع (الحى) السابع من المدينة، لذا فقد كان يقود 300 راهب لمدة تزيد عن الثلاثين عاماً، ومن خلال ابنه بالمعمودية (الذى هو ابن أخيه) كريسافيوس Chrysaphius كبير موظفى البلاط الملكى استطاع أوطيخا الوصول إلى البلاط. وبينما كان المناخ الكنسى ملبداً بغيوم الخلاف بين الجانب السكندرى ونظيره الأنطاكى، واجه أوطيخا مقاومة ومعارضه من الأنطاكيين لأنه كان متعصباً جداً للسكندريين، وهذا زاد من حدة التوتر.[1]
بدأ أوطيخا يدافع عن عقيدة الطبيعة الواحدة، فسقط فى الهرطقة المعروفة باسمه. والتى تعنى أن الناسوت قد ذاب فى اللاهوت مثلما تذوب نقطة الخل فى المحيط. أى أن الطبيعتين قد امتزجتا معاً فى طبيعة واحدة. ومن هنا جاءت تسميته مونوفيزيتس monofusithV لأن عبارة "مونى فيزيس" monh fusiV تعنى "طبيعة وحيدة" وليس "طبيعة واحدة" أى "ميا فيزيس" mia fusiV
وقد زار أوسابيوس أسقف دوريليم أوطيخا[2] فى ديره بالقسطنطينية مرات عدة واكتشف أن عقيدته غير أرثوذكسية، إذ يعتقد بالامتزاج.
[1] V.C. Samuel, The Council of Chalcedon Re-Examined, Senate of Serampore College, Madras, India, 1977, P.14-15.
[2] Ibid p. 15
تعليقات
إرسال تعليق