إذ تغلغل حب الله في قلوب الآباء الأولين لذلك رأينا عائلات بأكملها من أب وأم وأبناء يتقدمون للرهبنة لذلك لا نعجب إن عرفنا أن عدد الأديرة التي حول الإسكندرية كانت أكثر من مائتين ديرا وأن الدير الواحد من الأديرة الباخومية في الصعيد كان به حوالي ألف راهب رغم تقارب الأديرة الباخومية من بعضها البعض وفيما يلي أمثلة تكشف لنا عن حبهم لله فوق كل عاطفة بشرية.
1- جاء عن الأنبا بيشوي أن والدته رأت رؤيا كأن ملاكا يقول لها الرب يقول لك أعطيني أحد أولادك ليخدمني فأجابته خذ يا سيدي من تريده فمسك الملاك بيد الأنبا بيشوي وكان رقيقا نحيف الجسم فقالت أمه للملاك خذ يا سيدي واحدا قويا ليخدم الرب فأجابها هذا هو الذي اختاره الرب؟
2- جاء عن القديس باخوميوس أب الشركة أن مريم أخته سمعت بأخبار أخيها فاستدلت على مكانه وذهبت إلى طبانسين وهناك أخبرت المسئول عن الباب بأمرها وكنا نظن أنه يعانق أخته التي لم يرها منذ خروجه للدير أو على الأقل يذهب باشتياق ليقابلها لكن حبه لله فيها جعله يجيبها على فم البواب قائلا يا أختي إنك تعلمين إني حي وصحتي حسنة اذهبي مطمئنة إلى البلد دون أن تغضبي لعدم رؤيتك لي بعينيك الجسديتين فإن كنت ترغبين في اعتناق الحياة التي أسلكها كي تنالي رحمة الله ففكري في هذا جديا وإن كانت هذه هي إرادة الله فارجعي وسأبني لك في مكان ما ديراَ حيث تعيشين في قداسة وإنني لست أشك قط في إن السيدات القديسات سيقلدنك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى).
3- لئلا نظن أن مثل هذا الحب لا يمكن أن يوجد في هذا العصر نذكر عن أحد عائلاتنا المعاصرة أنه كان أحد الإخوة وحيدا لأبويه وقد بذلت أسرته الكثير؟ لأجل تعليمه وبعد تخرجه فاتحهم في أمر تكريسه حقا لقد بكت الأم وصمت الأب عن الكلام لكنه بعدما ترهب ابنهما أرسل الأب يقول ابنه يا ابني أنا أب وأعلم يقينا أن سعادة الأب في سعادة ابنه فإن كان طريق الله يسعد نفسك ففيه يجب أن تكون سعادتي أنا أيضا ولن أقف بوما عثرة في طريق خدمتك لله التي تكون فيها سعادتك.
تعليقات
إرسال تعليق