أولاً : تعبير كاهن (علمانى) تعبير غير سليم. لأن العلمانى هو الشخص المشتغل بأمور العالم، وليس بأمور الكنيسة. أما الكاهن فهو إنسان مكرس للرب. هو من الإكليروس، نصيب الرب. ولكن لما نشأت الرهبنة وانتشرت، حدث فى بعض العصور المتأخرة إنهم أرادوا أن يميزوا الراهب المكرس لله فى البرية بعيداً عن العالم وخدمته، من الكاهن الذى يخدم الرب فى العالم، فقالوا عن هذا الأخير إنه كاهن علمانى. ولكن هذا التعبير غير سليم وقد صححناه حالياً. فالأفضل أن يسمى "الكاهن المتزوج". وذلك تمييزاً له عن الكاهن الراهب، والكاهن البتول. ونبتعد عن إستخدام عبارة العلمانى. فلا يختلط معنى المشتغل بالعالميات أو بأمور العالم، بمعنى المشتغل بخدمة الله فى العالم .. ننتقل بعد هذا إلى نفطة أخرى فى السؤال وهى: ماذا يعنى إطلاق اللحية والشارب ؟ صاحب السؤال يرى أن ذلك له علاقة بتكريس الكاهن. والواقع إن كان هذا هو بعض المفهوم فى عصرنا، إلا أنه لم يكن كذلك فى العصور القديمة. فقديماً كان الرجال يطلقون شعر لحاهم وشواربهم، سواء كانوا علمانيين أو كهنة، فلاحين أو قواد جيش أو ملوكاً أو أشخاصاً عاديين. ويظهر هذا فى العصور القديمة.. ثم حدث أن العلمانيين بدأوا يحلقون شعر اللحية. والبعض يحلق الشارب أيضاً أو يستبقيه، أو يستبقى جزءاً منه. أما المكرسون للرب، فاحتفظوا بشعر لحاهم وشواربهم، باعتبار أن هذا هو الوضع الطبيعى. ليس هذا بالنسبة إلى الكهنة فقط، إنما أيضاً بالنسبة إلى الرهبان الذين لم يرسموا كهنة، حتى الراهب المبتدىء. وقديماً كانت الرهبنة بعيدة عن الكهنوت. ومع ذلك كان الرهبان يستمرون فى إطلاق اللحية والشارب، سواء سيم البعض منهم كهنة أو بقوا بدون سيامة كهنوتية. وكان الشماس (الدياكون الكامل) يطلق لحيته وشاربه أيضاً. أما عن تربية الشعر بالنسبة إلى بعض الرهبان: فهى علامة على نذرهم أنفسهم للرب. وهذا واضح فى الكتاب المقدس فى نذر شمشون للرب. إذ قال ملاك الرب المبشر بميلاده "لا يعلُ موسى رأسه، لأن الصبى يكون نذيراً لله من البطن" (قض13 : 5). وأخوتنا فى الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية، كلهم يربون شعر رؤوسهم، شمامسة وكهنة ورهباناً وأساقفة ورؤساء أساقفة، ويظهر هذا أحياناً... والرهبان الذين يربون شعر رؤوسهم يغطون ذلك بالقلنسوات فلا يظهر. أما الكاهن المتزوج، الذى ليس فى طقسه أن يلبس قلنسوة، فإنه إن أطلق شعر رأسه، فسوف يظهر هذا للناس. لذلك يندر أن يوجد كاهن متزوج يطلق شعر رأسه.
تعليقات
إرسال تعليق