يسوع الحي المطلق الذي جاء يعلن أعماق محبته على الصليب ويعطينا إمكانية الحب في قلوبنا بالولادة الجديدة وحلول الروح القدس فيننا في المعمودية هذا الذي أكد لنا بأنه يحبنا الله والقريب تكمل الوصايا وينفذ الناموس (مت40:22) هذا بنفسه أعلن إن كان أحد يأتي إلى ولا يبغض أباه وأمه وآمراته وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لي تلميذا (لو26:14)
كيف ينادي الحب المطلق بالبغضة؟!
كيف يطالبنا ببغض الأقرباء من أمرنا بمحبة الأعداء؟!
كيف يوصينا بهذا من أحب والدته وأقرباءه حسب الجسد وكل البشرية؟!
لقد نادي بالبغضة بوضوح لا يحتاج على تأويل............فهما شرح البعض قائلين أنه يقصد أن يكون حبنا لأخوتنا في المرتبة التالية لحبنا لله لكن النصي واضح لا يبغض والآن ليعطنا فهما لنعرف لماذا طالبنا بالبغضة لقد خلقنا الله على صورته محبين وكان لابد للصورة أن تنجذب نحو الأصل فتعشق المحبة أي الله ولا تسمح للحب الذي فيها وليس ملكها أن ينصب في ما هو غير الله لئلا يصير هذا الآخر إلها.....
ومنذ سقوط آدم والإنسان يعكس حبه على غير الله فقد يعكسه على نفسه فيصير إلها لنفسه وبتأليهه لنفسه يحيا في كبرياء لا يستطيع مهما حاول أن يخطئ نفسه يري في ذاته أفضل من إرادة خالقه وحكمته سبحانه وتعالي وقد يعكس حبه على أولاده أو زوجته أو والديه فيراهم آلهة أفضل من مخلصه من اجل نفع مادي لمحبوبيه والمر نفسه عن عكس الإنسان حبه على المال أو على فتاة كما سبق أن رأينا في الباب الأول.
لهذا يغير الله على نفسه فلا يقبل أن يجد إلها يشاركه الألوهية في قلب إنسان أنه العريس الحقيقي للنفس البشرية التي خطبها لنفسه عروساَ بعدما دفع مهرها دمه على الصليب مقدساَ إياها ومطهرها لنفسه لذلك لن يطبق أن يجد العروس قد أحبت أو تزينت لأخر أنه عريسها الوحيد لذلك أكد الله قائلا (يا ابني اعطني قلبك (ام23: 26) إنني أطلب ما هو لي الحب الذي ملأت به قلبك (تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك هذه هي الوصية الأولى والعظمي (مت 22: 38:37) فلا تترك مكانا لأخر في مركز الحب والعاطفة لئلا تشركه معه في الألوهية لهذا السبب أخذ الله سارة من إبراهيم وراحيل من يعقوب حتى ينشغل القلب بكاملة بالله.
والحب لابد أن يصاحبه بغضة ككل عاطفة إذ يلازمها ما يضادها فما أستطيع أن أحب الله ما لم أبغض ما هو غير الله لا يقدر أحد أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الأخر أو يلازم الواحد ويحتقر الأخر لا تقدرون أن تخدموا الله والمال (مت 6: 24) فإذ أحب الله من كل القلب لذلك أبغض كل ما هو غير الله من كل القلب حتى نفس أهلكها لكنني أحب الله في كل أحد فأحبه في والدي ووالدتي وزوجتي وأولادي وأقربائي وأعدائي وعندئذ يصير حي لأقربائي حبا روحانيا لا جسدياَ أقوي بكثير من حب أولاد العالم لأقربائهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى).
تعليقات
إرسال تعليق