نعم كانت إرادة الله أن ينال يعقوب البركة . ولكن لم تكن إرادة الله أن يخدع يعقوب أباه . وكان يعقوب يعلم تماماً إن خداعه لأبيه خطية كبيرة يمكن أن تحل عليه اللعنة بسببها بدل البركة (تك27 : 12 ) . ولهذا ماكان يجوز له أن يطيع أمه في خطية . والمعروف أنه "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" ( أع 5 : 29 ) . وقد قال الرب : "من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني" ( مت 10 : 37 ) . الطاعة للأم واجبة , ولكن داخل نطاق وصية الرب . ولا تكون طاعة في خطية . ولذلك قال الرسول "أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب , لأن هذا حق" ( أف 6 : 1 ) . ونركز هنا على عبارة ( في الرب ) . لأن خارج ذلك لا تكون طاعة . تقول ماذنب يعقوب ؟ أقول لك ذنبه أنه خدع أباه , حتى لو كان ذلك بتدبير أمه . كان يمكنه أن يمتنع ويقول لأمه "لا أستطيع أن أخدع أبي" وفعلاً هو إعترض , ولكنه إستسلم للخديعة التي دبرتها أمه بعد قولها له "لعنتك على ياإبني" ( تك 27 : 13 ) . وفي الواقع كانت في قلبه رغبة هي التي جعلته يطيع الخديعة التي دبرتها أمه . بدأت هذه الرغبة منذ أنتهز جوع أخيه , فطلب منه أن يبيع له البكورية بأكلة عدس ( تك 25 :29ــ34) فبالإضافة إلى أنه أطاع أمه فيما ألبسته ملابس عيسو , وكست يديه وعنقه بجلد الجدي المشعر , فإن حديثه مع أبيه كان كله كذباً بقوله "أنا عيسو بكرك . قد فعلت كما كلمتني . قم إجلس وكل من صيدي .. الرب إلهك قد سر لي" ( تك 27 : 19 ــ 24 ) وكرر الكذب حينما عاد أبوه يسأله ( تك 27 : 24 ) . ذنب يعقوب ليس فقط طاعة أمه في الخطأ . إنما أيضاً كذبه , ولجوءه إلى طرق بشرية غير إلهية . وأيضاً إستغلاله عمي أبيه , وواضح أن أباه كان متشككاً
تعليقات
إرسال تعليق