تطلق الكنيسة على أربعاء البصخة أربعاء أيوب، لأن الآلام التى تعرض لها ايوب ترمز إلى آلام ربنا يسوع من حيث :
أ- حدثت تجربة أيوب بسبب حسـد الشيطان له (فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «هَلْ مَجَّاناً يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ ... فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «جِلْدٌ بِجِلْدٍ، وَكُلُّ مَا لِلإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لأَجْلِ نَفْسِهِ. (أى1: 9، 2: 4 )، كما آلام ربنا يسوع بإيعاز من الشيطان الذى دخل فى قلب يهوذا، وفى قلوب بقية الأعداء
ب - جُرح أيوب من أصحابه الثلاثة. كما جُرح ربنا يسوع من أحبائه، فمن تلاميذه من خانه، وثانى أنكره والأغلبية هربت عند القبض عليه . ( فَدَخَلَ الشَّيْطَانُ فِي يَهُوذَا الَّذِي يُدْعَى الإِسْخَرْيُوطِيَّ، وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ الاِثْنَيْ عَشَرَ.لو22: 3)
ج - انتهت تجربة أيوب لخيره، وانتهى صلب ربنا يسوع وموته بالقيامة المجيدة ( وَبَارَكَ الرَّبُّ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولاَهُ. وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفاً مِنَ الْغَنَمِ، وَسِتَّةُ آلاَفٍ مِنَ الإِبِلِ، وَأَلْفُ فَدَّانٍ مِنَ الْبَقَرِ، وَأَلْفُ أَتَانٍ. وَكَانَ لَهُ سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلاَثُ بَنَاتٍ.أى42: 12، 13) ( هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ. يع5: 11)
أيوب البار
تحتفل الكنيسة بتذكار نياحته فى 2 بشنس
الاسم :
اسم عبرى، لا يعرف معناه على وجه التحقيق
+ ولكن البعض يقول عنه قريب من اللفظ العربى (آيب) أى الراجع إلى الله
+ أو التائب المبتلى من الشيطان، ومن أصدقائه، ومن الكوارث التى حلت عليه به
+ مأخوذ من (إيثاب) أى المُعادى
+ الصيغة الأصلية للاسم هى (أياب) التى تعنى أين أبى ؟ بمعنى "يتيم"
المكان :
أرض عوص، تقع فى الشرق بين الأردن والعراق جنوباً
زمن حياته :
عاش فى زمن تارح (أبى إبراهيم)، وإبراهيم .. ويتضح ذلك من خلال :
+ قدم محرقات عن أولاده بنفسه، فكان كاهناً كما فعل إبراهيم واسحق ويعقوب .. وهو ما يسمى بعصر البطاركة الأوائل
+ لم يذكر شيئاً عن الهيكل أو الشريعة أو المحرقات .. إذاً فقد عاش قبل عصر موسى
السن :
عاش حوالى 240 سنة (أكبر من سن إبراهيم(
أولاده :
سبع بنين، وثلاث بنات
أصدقائه :
أليفاز التيمانى – بلدد الشوحى – صوفر النعمانى- أليهو
ألقابه :
البار – الصديق
مكانته :
وضعه الله فى سفر حزقيال ضمن الثلاثة الكبار الذين لهم قدر كبير فى شفاعتهم وهم : نوح – دانيال – أيوب
( وَكَانَ فِيهَا هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ: نُوحٌ وَدَانِيآلُ وَأَيُّوبُ، فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يُخَلِّصُونَ أَنْفُسَهُمْ بِبِرِّهِمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. ... وَفِي وَسَطِهَا هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ، فَحَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنَّهُمْ لاَ يُخَلِّصُونَ بَنِينَ وَلاَ بَنَاتٍ. هُمْ وَحْدَهُمْ يَخْلُصُونَ وَالأَرْضُ تَصِيرُ خَرِبَةً. حز14: 14، 16(
ملامح رئيسية فى حياة أيوب
أولاً : حياة كريمة ثانياً : تجربة أليمة
ثالثاً : نهاية سعيدة رابعا : مكافأة الله لأيوب
أولاً : حياة كريمة .. كان أيوب قبل التجربة (عظيماً - غـنيــاً - بـاراً )
1 - عظيماً : كانت تحيط به مظاهر الاحترام، والتوقير، والعظمة، وقال عنه الكتاب "أَعْظَمَ كُلِّ بَنِى الْمَشْرِقِ لأَنِّى أَنْقَذْتُ الْمِسْكِينَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْيَتِيمَ وَلاَ مُعِينَ لَهُ"
2 - غـنيــاً : بلغت مواشيه 7000 من الغنم، 3000 جـمل، 500 فدان بقر، 500 أتان، وكان خدمه كثيرون "جَعَلْتُ قَلْبَ الأَرْمَلَةِ يُسَرُّ. كُنْتُ عُيُوناً لِلْعُمْى وَأَرْجُلاً لِلْعُرْجِ .. أَبٌ أَنَا لِلْفُقَرَاءِ"( وَكَانَتْ مَوَاشِيهِ سَبْعَةَ آلاَفٍ مِنَ الْغَنَمِ، وَثَلاَثَةَ آلاَفِ جَمَلٍ، وَخَمْسَ مِئَةِ فَدَّانِ بَقَرٍ، وَخَمْسَ مِئَةِ أَتَانٍ، وَخَدَمُهُ كَثِيرِينَ جِدًّا. فَكَانَ هذَا الرَّجُلُ أَعْظَمَ كُلِّ بَنِي الْمَشْرِقِ.أى 3:1)
3 - بـاراً : "وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ كَامِلاً وَمُسْتَقِيماً يَتَّقِى اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ"أى1: 1)
+ ولكنه كان باراً فى عينى نفسه، وقد ظهر ذلك من خلال :
- تقديمه للذبائح عن أولاده ولم يقدم ذبيحه عن نفسه " ... رُبَّمَا أَخْـطَأَ بَنِيَّ وَجَدَّفُوا عَلَى اللهِ فِى قُلُوبِهِمْ. هَكَذَا كَانَ أَيُّوبُ يَفْعَلُ كُلَّ الأيَّام
- حديثه مع أصدقائه الثلاثة الذى استمر 28 إصحاح واختتم " فَكَفَّ هَؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ عَنْ مُجَاوَبَةِ أَيُّوبَ لِكَوْنِهِ بَارّاً فِى عَيْنَيْ نَفْسِهِ
للذلك سمع له الله بالتجربة
التجربة :
كان الله يريد إنقاذ أيوب من العظمة والبر الذاتى، فلما حسد الشيطان أيوب سمح له الله بضربه، فأثار الشيطان ريح شديدة صدمت زوايا البيت الأربع، فسقط على الغلمان وماتوا .. وفقد أيـوب كل ممتلكاته .. البقر والأتن أخذها السـبئيون، وضربوا الغُلمان بحد السـيف، والجِمال أخذها الكلدانيون، وضربوا الغلمان بحد السيف، والغنم والرعاة نزلت نار من السماء وأحرقت الكل .. كما مات بنيه وبناته كلهم
ثانياً : تجربة أليمة
وصف الكتاب أيوب فى التجربة بأنه كان ) شـاكراً - محتملاً - رافضاً للتعزيات البشرية )
+ شـاكراً : شكر الله وبارك اسمه بعد أن أخذ الله منه ما أعطاه له " فَقَامَ أَيُّوبُ وَمَزَّقَ جُبَّتَهُ وَجَزَّ شَـعْرَ رَأْسِـهِ وَخَـرَّ عَلَى الأَرْضِ وَسَـجَدَ. وَقَالَ : عُرْيَاناً خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّى وَعُرْيَاناً أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكاً
+ محتملاً : سمح الله للشيطان مرة أخرى أن يضرب أيوب، ولكن بحدود "هَا هُـوَ فِى يَدِكَ وَلَكِنِ احْفَظْ نَفْسَه فأصاب أيوب بقرح ردئ من باطن قدمه إلى هامته، وبلغت التجربـة قمتها عندما سخرت منه زوجته لأنه ما زال محتفظاً بكماله رغم كل ما اتى عليه وطلبت منه أن يجدف على الله ويموت .. إلا أن أيوب أجابها " تَتَكَلَّمِينَ كَلاَماً كَإِحْدَى الْجَاهِلاَتِ ! أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ أي (أى2: 10)
+ رافضاً للتعزيات البشرية : بدأ تعب أيوب حينما جاءه أصحابه الثلاثة ورأوه فى مذلته محطماً وأخذوا يتحدثون معه .
ولكنهم وقعوا فى أخطاء أتعبت أيوب وهى : ) صراحة جارحة - عقاب الخاطئ - إتهامات كاذبة - قبول تأديب الله - ضرورة التوبه - شماته)
أ - حدثوه بصراحة وبأسلوب جارح مؤلم "إِنِ امْتَحَنَ أَحَدٌ كَلِمَةً مَعَكَ فَهَلْ تَسْتَاءُ ؟ وَلَكِنْ مَنْ يَسْتَطِيعُ الاِمْتِنَاعَ عَنِ الْكَلاَم
ب - اعتقدوا أن أيوب أخطأ إلى الله لذا عاقبه الله بهذه التجربة " اُذْكُرْ مَنْ هَلَكَ وَهُوَ بَرِئٌ( أى4: 7، 8) والمعروف أن أيوب لم يخطئ إلى الله حتى قال عنه " لأَنَّهُ لَيْـسَ مِثْلُهُ فِى الأَرْض
ج - ذكروا اتهامات كاذبة عليه " لأَنَّكَ ارْتَهَنْتَ أَخَاكَ بِلاَ سَبَبٍ وَسَلَبْتَ ثِيَابَ الْعُرَاةِ. مَاءً لَمْ تَسْقِ الْعَطْشَانَ وَعَنِ الْجَوْعَانِ مَنَعْتَ خُبْزاً (أى 22: 6، 7)
د - أشعروه بأنه يجب أن يقبل تأديب الله، وليس له مجال فى استجابة لصلاته أو تشفع بالقديسين "اُدْعُ الآنَ. فَهَلْ لَكَ مِنْ مُجِيبٍ! وَإِلَى أَيِّ الْقِدِّيسِينَ تَلْتَفِتُ ؟"(أى5: 1) "هُوَذَا طُوبَى لِرَجُلٍ يُؤَدِّبُهُ اللهُ. فَلاَ تَرْفُضْ تَأْدِيبَ الْقَدِير
هـ - نصحه صوفر النعمانى بضرورة التوبة ليرحمه الله " لَيْتَ اللهَ يَتَكَلَّمُ وَيَفْتَحُ شَفَتَيْهِ مَعَكَ. فَتَعْلَمَ أَنَّ اللهَ يُغَرِّمُكَ بِأَقَلَّ مِنْ إِثْمِك
و - حملت أقوالهم روح الشماتة " لاَ يَأْمُلُ الرُّجُوعَ مِنَ الظُّلْمَةِ وَهُوَ مُرْتَقَبٌ لِلسَّيْفِ. فَيَسْكُنُ مُدُناً خَرِبَةً بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ عَتِيدَةً أَنْ تَصِيرَ رُجَماً. قَبْلَ يَوْمِـهِ يُتَوَفَّى وَسَعَفُهُ لاَ يَخْضَر (أى15: 22، 28، 32(
لذا قال أيوب لأصحابه " مُعَزُّونَ مُتْعِبُونَ كُلُّكُمْ "(أى 16: 2)
أيوب مع أصدقائه الثلاثة
ثالثاً : نهاية سعيدة
دفاع أليهو : لم يتحدث بل انتظر وأظهر لأيوب أن الألم لتأديب النفس. وكشف له أنه لا يمكن أن يتبرر بدون الفادى
وأخيراً فإن حكمة الله فوق إدراك البشر "الْقَدِيرُ لاَ نُدْرِكُهُ.عَظِيمُ الْقُوَّةِ وَالْحَقِّ وَكَثِيرُ الْبِرِّ. لاَ يُجَاوِبُ. لِذَلِكَ فَلْتَخَفْهُ النَّاسُ. كُلَّ حَكِيمِ الْقَلْبِ لاَ يُرَاعِى
تدخل الله : سمح الله بتجربة أيوب لينقيه ويطهره ويعيد إليه كماله وليهبه حياة بارة سعيدة مؤسسة على انسحاق القلب، فتحدث مع أيوب مظهراً
ا - جهل أيوب وظلمه للتدبير الإلهى " مَنْ هَذَا الَّذِى يُظْلِمُ الْقَضَاءَ بِكَلاَمٍ بِلاَ مَعْرِفَةٍ ؟
ب - عجز أيوب فى الإجابة على أسئلة الله " اُشْدُدِ الآنَ حَقْوَيْكَ كَرَجُلٍ فَإِنِّى أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِى. أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْـتُ الأَرْضَ ؟ أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ. مَنْ وَضَعَ قِيَاسَهَا ؟ لأَنَّكَ تَعْلَم
واستمر الله فى توبيخ أيوب، وفى مزيد من الأسـئلة " لَعَلَّكَ تُنَاقِضُ حُكْمِى. تَسْتَذْنِبُنِى لِتَتَبَرَّرَ أَنْتَ
ج - انسحاق أيوب : نجح الله فى خطته وأوصل أيوب إلى انسحاق القلب من الداخل فيقول لله " قَـدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَئٍ وَلاَ يَعْسـُرُ عَلَيْكَ أَمْـرٌ... اِسْمَعِ الآنَ وَأَنَا أَتَكَلَّمُ. أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِى. بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِى. لِذَلِكَ أَرْفُضُ وَأَنْدَمُ فِى التُّرَابِ وَالرَّمَاد
وهكذا وصلت التجربة إلى هدفها الروحى فانتهت
مكافأة الله لأيوب )الحربة - البركة - التطويب)
أ - الحـرية " وَرَدَّ الرَّبُّ سَبْىَ أَيُّوبَ لَمَّا صَلَّى لأَجْلِ أَصْحَابِهِ
ب - البركة " وَبَارَكَ الرَّبُّ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولاَهُ. وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَةَ عَشَـرَ أَلْفاً مِنَ الْغَنَمِ وَسِتَّةُ آلاَفٍ مِنَ الإِبِلِ وَأَلْفُ زَوْجٍ مِنَ الْبَقَرِ وَأَلْفُ أَتَانٍ. وَكَانَ لَـهُ سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلاَثُ بَنَات
ج - التطويب " هَا نَحْنُ نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ. قَـدْ سَـمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ
تعليقات
إرسال تعليق