الله يريد من الإنسان أن يعترف بخطاياه ويطلب منه
هذا. وكان هذا معنى سؤال الله لآدم وقايين. والله لم يسأل الحية لأنه لا إعتراف
للشيطان ولا توبة.
1- هناك إعتراف لله كإعتراف الإبن الضال
"أخطأت إلى السموات وقدامك.." وكالعشار الذي قال "إرحمني يا رب
فأنا خاطئ" ومثل إعتراف داود "لك وحدك أخطأت.."
2- إعتراف على الشخص الذي أخطأ
إليه بقصد المصالحة كما قال السيد المسيح "إن تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك
فإترك قربانك على المذبح وإذهب أولاً إصطلح مع أخيك" (مت23:5). وإعترف هارون
ومريم على أخيهما موسى (عد11:12). ولكن موسى هنا يعتبر أيضاً كاهناً. ومن أمثلة
ذلك إعتراف الشعب على موسى عندما تذمروا فأرسل الله عليهم حيات.
3- الإعتراف فيما بين الإنسان
ونفسه. لأن الإنسان يجب أن يعترف بينه وبين نفسه أنه أخطأ، ويشعر في أعماقه
من الداخل أنه مذنب. لأن عبارة أخطأت لو قالها الإنسان بالفم فقط دون أن يعترف بها
القلب تكون عبارة باطلة. وإعتراف الإنسان بينه وبين نفسه أنه أخطأ هو أساس جميع
أنواع الإعتراف الأخرى وهو الذي يقود الإنسان للتوبة وإلى الإعتراف للكاهن، ومن
هنا عندما يعترف للكاهن لا يبرر نفسه ولا يدافع عن نفسه ولا يلتمس لنفسه الأعذار
فلا يضيع الوقت مع أب الإعتراف في الجدال لأنه موقن بينه وبين نفسه أنه أخطأ.
4- الإعتراف على كاهن: وهذا في الواقع
ليس إعتراف لإنسان وإنما هو إعتراف لله في سمع الكاهن، أو أعتراف لله أمام وكيله
على الأرض (1كو1:4). إذاً لا تعتقد أنك واقف أمام إنسان وإنما أمام نائب الله الذي
أخطأت إليه. والإعتراف معناه أن يدين الإنسان نفسه وأن يكشف نفسه ويتهم نفسه أمام
وكيل الله. والإعتراف أمام إنسان فيه خجل وإذلال للنفس وهذا يساعد الإنسان على ترك
الخطية في المستقبل، لأن الإنسان لا يخجل من الله بدليل أنه إرتكب الخطية أمام
الله ولم يخجل. وخيرٌ للإنسان أن يخجل أمام إنسان واحد من أن يخجل أمام الملائكة
وكل البشر في اليوم الأخير.
وهذا ما حدث مع عاخان بن كرمي الذي قال له يشوع
إعترف أمام الله وأخبرني (19:7) وظل الإعتراف معمولاً به حتى أيام يوحنا المعمدان
(مت5:3) فكان الشعب يأتون معترفين بخطاياهم ويعتمدون. وداود إعترف على يوناثان
(2صم13:12)
وفي العهد الجديد مارس الرسل سماع إعترافات الناس
(أع18:19) "فكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأعمالهم"
ولعل هذه الممارسة أتت نتيجة لقول المسيح من غفرتم لهم خطاياهم غفرت لهم ومن
أمسكتموها عليهم أمسكت (يو21:20-23). وطبعاً كيف يمسكوا على الناس شيئاً أو يغفروا
شيئاً دون أن يعلموا به، وهذا الإعتراف يرتبط أيضاً بسلطان الحل والربط الذي أعطاه
الرب لبطرس (مت19:16) ولباقي الرسل (مت18:18)
ولقد مارس بولس الرسول عقوبة الربط مع زاني
كورنثوس (1كو5:5) ثم رفع العقوبة عنه في (2كو6:2،7)
ويجب أن نعرف أن الإعتراف مرتبط بالتوبة فهو ليس
مجرد كشف للنفس إنما يحمل أيضاً الندم والعزيمة الصادقة على التوبة وترك الخطية
والمعيشة مع الرب، لأن كثيرين إعترفوا ولم يتوبوا فلم يستفيدوا من إعترافاتهم مثل
فرعون مع موسى، إذ قال أخطأت كثيراً ولم يتب ومات هالكاً. وهكذا شاول الملك قال لصموئيل
أخطأت ولم يتب وهكذا يهوذا إذ قال "أخطأت إذ أسلمت دماً بريئاً" هو
إعتراف باللسان دون تجديد للقلب من الداخل. والسر أصلاً نسميه سر التوبة. والسيد
المسيح يقول "إن لم تتوبوا فجميعكم هكذا تهلكون" (لو3:13)
ومن مظاهر التوبة والإعتراف، يقول الكتاب "من
يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم" (أم13:28)
لماذا نعترف على كاهن؟
1- غالبية الذين يرفضون الإعتراف على كاهن
يكون ذلك بسبب الخجل والكبرياء ولكن لابد من كسر الكبرياء. وإذا كنا نخجل من إنسان
خاطئ مثلنا فماذا نفعل أمام الله القدوس.
2- الكاهن معلم وهو الذي يحدد الخطية ونوعها.
ولو ترك الإنسان ليعترف أمام الله، ربما يجهل أن بعض الأمور خطأ فلن يعترف بها
ويبتلعها ضميره الواسع. والعكس فهناك ضمير موسوس يعتبر أشياء صحيحة أنها خطايا
والكاهن يرشده فمن فم الكاهن تؤخذ الشريعة.
3- الكاهن يصف العلاج سواء بالنصح والإرشاد
أو بإعطاء التحليل من خطاياه فيخرج المعترف بنفس مستريحة من الخطايا التي غفرت.
والله أعطى هذا السلطان. "من غفرتم له خطاياه غفرت ومن أمسكتموها عليه
أمسكت" (يو21:20-23) ولاحظ أن هذه السلطان للكهنة فقط. أما لبقية الناس
فيقال: "إن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم"
(مت15:6) ولو كان قول السيد "من أمسكتموها عليه أمسكت" لكل الناس فسيكون
هناك تعارض بين هذا القول وبين (مت15:6). ولو كان قول السيد "من أمسكتموها
عليه أمسكت" هو لفئة خاصة (الرسل وخلفائهم) يكون أيضاً سلطان المغفرة
"من غفرتم له خطاياه غفرت" هو للرسل وخلفائهم من الكهنوت.
4- الخجل يساعد على عدم العودة للخطية.
5- الإعتراف يخلص الإنسان من الكبت إذ يستريح
من الضغوط الداخلية الناشئة عن الخطية، لذلك عاد البروتستانت إليه تحت مسمى العلاج
النفسي، لكن مازالوا لا يؤمنون به كسر كنسي.
6- أيضاً الإعتراف على كاهن ليسمح للمعترف
بالتناول.
7- الكتاب قال "إعترفوا بعضكم على بعض
بالزلات" (يع16:5) ولم يقل الكتاب إعترفوا لله بل لبعضكم. ولمن أعترف؟ هل لأي
إنسان؟ أم لمن له السلطان وله الخبرة الروحية. والكاهن ممنوع من إفشاء سر إعتراف.
ولاحظ أنه كطبيب لا يشمئز من الخاطئ كما أن الطبيب لا يشمئز من المريض. ولاحظ أن
الكاهن هو الآخر إنسان ضعيف ومعرض للخطأ فلن يحتقر الخاطئ، بل الكاهن هو نفسه له
أب إعتراف. ولاحظ أن الكاهن لو أفشى سر إعتراف يفقد كهنوته
8- إذاً فالله هو الذي أمر بالإعتراف للكهنة
كوكلاء عنه يمارسون توصيل نعمته للناس.
+ كلمة توبة باليونانية هي ميتانيا ومعناها إصلاح
وتغيير الفكر الداخلي. أن يكون للإنسان نية جديدة. وبدون هذه النية فالإعتراف ليس
منه فائدة.
+ والإعتراف يشمل
1)
الإعتراف بالخطية مع نية التغيير.
2) الإعتراف بيسوع الفادي المخلص.
+ أمريض أحد بينكم فليدعو قسوس الكنيسة فيصلوا
عليه.. وصلاة الإيمان تشفي.. وإن كان قد فعل خطية تغفر لهُ. إعترفوا بعضكم لبعض
بالزلات. وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا. والكلام واضح فنحن ندعو قسوس الكنيسة
ليصلوا، فلا معنى أن نعترف لآخرين، بل الكلام كله موجه للقسوس الذين يقبلون
الإعتراف ويصلون عن المريض فتغفر خطاياه ويشفي.
+ هناك عقوبات كنسية على بعض الخطاة كالصوم
الإنقطاعي والميطانيات ورفع بعض العطايا والمنع من التناول، ولكن هناك من يحتاج
للتشجيع.
+ بالتوبة نستحق المغفرة وبالإعتراف والتناول ننال
المغفرة
تعليقات
إرسال تعليق